الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6859 وقوله تعالى : لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  " وقوله " بالجر عطفا على قوله : " ما يكره " وكأنه استدل بهذه الآية على المدعى من الكراهة ، وفي سبب نزولها اختلاف ، فقال سعيد بن جبير : نزلت في الذين سألوا عن البحيرة والسائبة والوصيلة ، ألا ترى أن ما بعدها ما جعل الله من بحيرة وقال الحسن البصري : سألوه عن أمور الجاهلية التي عفا الله عنها ، ولا وجه للسؤال عما عفا الله عنها ، وقيل كان الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه ينازعه رجلان ، فأخبره بأنه منهما ، واعلم أن السؤال عن مثل هذا لا ينبغي وأنه أظهر فيه الجواب ساء ذلك السائل وأدى ذلك إلى فضيحته ، وقيل : إنما نهى في هذه الآية لأنه وجب الستر على عباده رحمة منه لهم وأحب أن لا يقترحوا المسائل ، وقال المهلب : وأصل النهي عن كثرة السؤال والتنطع في المسائل مبين في قوله تعالى في بقرة بني إسرائيل حين أمرهم الله بذبح بقرة ، فلو ذبحوا أي بقرة كانت لكانوا مؤتمرين غير عاصين ، فلما شددوا شدد الله عليهم ، وقيل أراد النهي عن أشياء سكت عنها ; فكره السؤال عنها لئلا يحرم شيئا كان مسكوتا عنه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية