الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6925 127 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن أم حفيد بنت الحارث بن حزن أهدت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سمنا وأقطا وأضبا ، فدعا بهن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكلن على مائدته ، فتركهن النبي - صلى الله عليه وسلم - كالمتقذر لهن ، ولو كن حراما ما أكلن على مائدته ولا أمر بأكلهن .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه - صلى الله عليه وسلم - لما تركهن كالمتقذر لهن ربما امتنعوا عن أكلها ، ثم إنه لما دعا بهن وأكلن على مائدته صار ذلك دليلا على إباحتهن .

                                                                                                                                                                                  وأبو عوانة بفتح المهملة الوضاح اليشكري ، وأبو بشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة جعفر بن أبي وحشية .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الأطعمة في باب الأقط عن مسلم بن إبراهيم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أن أم حفيد " بضم الحاء المهملة وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وبالدال المهملة واسمها هزيلة مصغر هزلة بالزاي بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة أم المؤمنين ، وهي خالة ابن عباس وخالة خالد بن الوليد ، واسم أم كل منهما لبابة بضم اللام وتخفيف الباء الموحدة الأولى . قوله : " وأضبا " بفتح الهمزة وضم الضاد المعجمة وتشديد الباء الموحدة جمع ضب ، وفي رواية الكشميهني : وضبا بالإفراد ، وقال صاحب التوضيح : أصل أضبا أضببا على وزن أفلس ، اجتمع مثلان متحركان وأسكن الأول ونقلت حركته إلى الساكن الذي قبله انتهى ، قلت : كأنه استغرب هذا وطول الكلام فيه ، ومن قرأ مختصرا في علم التصريف يعلم هذا ، ومع هذا لم يكمل ما قاله فيه ، وتتمته أنه لما اجتمع فيه حرفان مثلان نقلت حركة الأول إلى الضاد وأدغم في الثاني . قوله : " كالمتقذر " بالقاف والذال المعجمة . قوله : " لهن " أي : لهذه المذكورات الثلاث ، وفي رواية الكشميهني له بالإفراد ، وهو الأوجه ; لأنه لم يكن يتقذر السمن والأقط ، وكذا الكلام في دعا بهن وفي الباقي ، وذكرنا الخلاف في الضب فيما مضى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية