الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7052 116 - حدثنا مسدد، عن هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال: أنزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار بمكة، فكان إذا رفع صوته سمع المشركون فسبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، وقال الله تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها لا تجهر بصلاتك حتى يسمع المشركون ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا أسمعهم ولا تجهر حتى يأخذوا عنك القرآن.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " أنزلت" وهشيم بن بشير وكلاهما مصغران، وأبو بشر بكسر الباء الموحدة جعفر بن أبي وحشية، واسمه إياس البصري. والحديث مضى في آخر تفسير سورة سبحان في باب ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أنزلت " من الإنزال والفرق بينه وبين التنزيل أن الإنزال دفعة واحدة والتنزيل بالتدريج بحسب الوقائع والمصالح.

                                                                                                                                                                                  قوله: "متوار" أي: مختف.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولا تخافت" من المخافتة وهي الإسرار.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولا تجهر بصلاتك" أي: بقراءتك "ولا تخافت بها عن أصحابك" يعني التوسط بين الأمرين لا الإفراط ولا التفريط، وعن عائشة أن هذه الآية نزلت في الدعاء، وقيل: كان الصديق رضي الله تعالى عنه يخافت في صلاة الليل وعمر رضي الله تعالى عنه يجهر، فأمر أبو بكر أن يرفع قليلا، وأمر عمر أن يخفض قليلا. وقال زياد بن عبد الرحمن: لا تجهر بها في صلاة النهار ولا تخافت بها في صلاة الليل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية