الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2609 - "إنما يسلط الله (تعالى) على ابن آدم من خافه ابن آدم ؛ ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله؛ لم يسلط الله عليه أحدا ؛ وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم ؛ ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله؛ لم يكله الله إلى غيره"؛ الحكيم ؛ عن ابن عمر .

التالي السابق


(إنما يسلط الله (تعالى) على ابن آدم من يخافه ابن آدم ؛ ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله؛ لم يسلط الله عليه أحدا) ؛ من خلقه؛ فيؤذيه؛ (وإنما وكل) ؛ بالبناء للمفعول؛ والتخفيف؛ أي: إنما فوض؛ (ابن آدم ) ؛ أي: أمره؛ (لمن رجا ابن آدم ) ؛ أي: لمن أمل منه حصول نفع؛ أو ضر؛ (ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله) ؛ أي: لم يؤمل نفعا ولا ضرا إلا منه؛ (لم يكله الله إلى غيره) ؛ لكنه تردد وشك؛ فأحس بالمكروه؛ فإنه إذا شك انتفخت الرئة للجبن؛ الذي حل بها؛ وضاق الصدر؛ حتى زحزح القلب عن محله؛ فلما ضاق على القلب محله؛ ضاق محل التدبير؛ وهو الصدر؛ فحصل الاضطراب والقلق والخوف؛ ولو أشرق عليه نور اليقين؛ لما تزحزح؛ ولما زاد عند عروض المخوف إلا ثباتا واتساعا؛ لكمال وثوقه بربه؛ وجزمه بأن النفع والضرر ليس إلا منه؛ لا من الأسباب ؛ فافهم.

( الحكيم ) ؛ الترمذي ؛ ( عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ وسببه أنه مر في سفر بجمع على طريق؛ فقال: "ما شأنكم؟"؛ قالوا: أسد قطع الطريق؛ فنزل فأخذ بأذنه؛ فنحاه عن الطريق؛ ثم قال: ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "إنما يسلط..." ؛ فذكره.

(فائدة) :

قال ابن عربي : أوحى الله إلى داود - عليه السلام -: "ابن لي بيتا"؛ يعني بيت المقدس ؛ فكلما بناه؛ تهدم؛ فأوحى الله إليه: "لا يقوم على يديك؛ فإنك سفكت الدماء"؛ فقال: "ما كان إلا في سبيلك"؛ فقال: "صدقت؛ ومع هذا؛ أليسوا عبيدي؟ وإنه يقوم على يد ولدك سليمان "؛ فكان.




الخدمات العلمية