الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4147 - "الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة؛ ثم ملك بعد ذلك" ؛ (حم ت ع حب)؛ عن سفينة ؛ (صح) .

التالي السابق


(الخلافة) ؛ قال الحافظ في الفتح: أراد بالخلافة خلافة النبوة؛ وأما معاوية ومن بعده فعلى طريقة الملوك؛ ولو سموا خلفاء؛ (بعدي في أمتي ثلاثون سنة ) ؛ قالوا: لم يكن في الثلاثين إلا الخلفاء الأربعة؛ وأيام الحسن ؛ فمدة الصديق سنتان؛ وثلاثة أشهر؛ وعشرة أيام؛ وعمر عشر سنين؛ وستة أشهر؛ وثمانية أيام؛ وعثمان إحدى عشرة سنة؛ وإحدى عشرة شهرا؛ وتسعة أيام؛ وعلي أربع سنين؛ وتسعة أشهر؛ وسبعة أيام؛ (ثم ملك بعد ذلك) ؛ وفي رواية: "ثم يكون ملكا" ؛ أي: يصير ملكا؛ لأن اسم الخلافة إنما هو لمن صدق عليه هذا الاسم؛ بعمله للسنة؛ والمخالفون ملوك؛ وإن تسموا بـ "الخلفاء"؛ وأخرج البيهقي في المدخل عن سفينة أن أول الملوك معاوية ؛ وقال الزمخشري : قد افتتحوا - يعني: خلفاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده المشرق والمغرب؛ ومزقوا ملك الأكاسرة؛ وملكوا خزائنهم؛ واستولوا على الدنيا؛ ثم خرج الذين على خلاف سيرتهم؛ فكفروا بتلك الأنعم؛ ففسقوا؛ وذلك قوله: "الخلافة بعدي ثلاثون..."؛ إلخ؛ وقيل لسعيد بن جمهان : إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم؛ فقال: كذب بنو الزرقاء ؛ بل هم ملوك من شر الملوك ؛ لا يقال: ينافي هذا خبر: لا يزال هذا الدين قائما حتى يملك اثنا عشر خليفة... ؛ الحديث؛ لأنا نقول: "إلى"؛ هنا للكمال؛ فيكون المراد: الخلافة الكاملة ثلاثون؛ وهي منحصرة في الخمسة؛ والمراد: ثم مطلق الخلافة؛ لأن مما عد من أولئك يزيد.

(تنبيه) :

أخذ بعض المجتهدين من هذا الخبر أن إجماع الخلفاء الأربعة حجة؛ والصحيح عند الشافعية أنه غير حجة.

(حم ت ع حب؛ عن سفينة ) ؛ مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو مولى أم سلمة ؛ وهي أعتقته؛ واسمه مهران؛ أو رومان؛ أو قيس؛ أو عبس ؛ وكنيته أبو عبد الرحمن ؛ أو أبو البحتري ؛ سماه المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - "سفينة" ؛ لأنه كان معه في سفر؛ فأعياه بعض القوم؛ فألقى متاعه عليه؛ فحمل شيئا كثيرا؛ ورواه عنه أيضا أبو داود في الستة؛ والنسائي في المناقب.




الخدمات العلمية