[ ص: 295 ] ما يكون ظهارا وما لا يكون ( قال ) رحمه الله : والظهار أن يقول الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي فإذا الشافعي فهو ظهار ، وكذلك لو قال لها أنت مني كظهر أمي أو أنت معي أو ما أشبه هذا كظهر أمي كان هذا ظهارا ، وكذلك لو قال لها فرجك أو رأسك أو بدنك أو ظهرك أو جلدك أو يدك أو رجلك علي كظهر أمي كان هذا ظهارا لأن التلذذ بكل أمه محرم عليه كتحريم التلذذ بظهرها ( قال ) وإذا قال أنت أو بدنك علي كظهر أمي أو كبدن أمي أو كرأس أمي أو كيدها أو كرجلها قامت في ذلك مقام الأم . قال لامرأته أنت علي كظهر أختي أو كظهر امرأة محرمة عليه من نسب أو رضاع
أما الرحم فإن ما يحرم عليه من أمه يحرم عليه منها ، وأما الرضاع فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال { } فأقام النبي صلى الله عليه وسلم الرضاع مقام النسب فلم يجز أن يفرق بينهما ( قال يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب الربيع ) معنى قول إن الله عز وجل نسب الظهار إلى الأم فقال عز وجل من قائل { الشافعي الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم } فكل ما كان محرما على المرء كما تحرم الأم فظاهر من امرأته فنسبه إلى من تحرم عليه كحرمة الأم لزمه الظهار ، ولك مثل أن فكان بذلك متظاهرا قال يقول أنت علي كظهر أختي ولم تزل أخته محرمة عليه لم تحل له قط الربيع فإن قال أنت علي كظهر أجنبية لم يكن مظاهرا من قبل أن الأجنبية وإن كانت في هذا الوقت محرمة فهي تحل له لو تزوجها والأم لم تكن حلالا قط له ولا تكون حلالا أبدا .
فإن فإن كانت قد ولدت قبل أن ترضعه أمها فقد كانت قبل أن يكون الرضاع حلالا له ولا يكون مظاهرا بها وليست مثل الأخت من النسب التي لم تكن حلالا قط له وهذه قد كانت حلالا له قبل أن ترضعه أمها فإن كانت أمها قد أرضعته قبل أن تلدها فهذه لم تكن قط حلالا له في حين لأنها ولدتها بعد أن صار ابنها من الرضاعة ( قال قال أنت علي كظهر أختي من الرضاعة الربيع ) وكذلك امرأة أبيه فإذا . قال الرجل لامرأته أنت علي كظهر امرأة أبي
فإن كان أبوه قد تزوجها قبل أن يولد فهو مظاهر من قبل أنها لم تكن له حلالا قط ولم يولد إلا وهي حرام عليه ، وإن كان قد ولد قبل أن يتزوجها أبوه فقد كانت في حين حلالا له فلا يكون بها متظاهرا ( قال ) رحمه الله : وإن الشافعي لم يكن ظهارا من قبل أن هؤلاء قد كن وهن يحللن له . قال أنت علي كظهر امرأة أبي أو امرأة ابني أو امرأة رجل سماه أو امرأة لاعنها أو امرأة طلقها ثلاثا
وإن لم يكن ظهارا من قبل أن ما يقع على النساء من تحريم وتحليل لا يقع على الرجال ( قال ) وإن قال أنت علي كظهر أبي أو ابني لم يكن ظهارا ولا عليها كفارة من قبل أنه ليس لها أن توقع التحريم على رجل إنما للرجل أن يوقعه عليها ( قال قالت امرأة رجل له أنت علي كظهر أبي أو أمي ) ويلزم الظهار من الأزواج من لزمه الطلاق ويلزم بما يلزم به الطلاق من الحنث لأن فيه تحريما للمرأة حتى يكفر ، فإذا الشافعي كان متظاهرا حين دخلت . قال لامرأته إن دخلت الدار فأنت علي كظهر أمي فدخلت الدار
وكذلك إن قال إن قدم فلان أو نكحت فلانة ولو لم يكن متظاهرا لأنه لو قال في تلك الحال أنت علي كظهر أمي لم يكن متظاهرا لأنه إنما يقع التحريم من [ ص: 296 ] النساء على من حل ثم حرم فأما من لم يحل فلا يقع عليه تحريم ولا حكم تحريم لأنه محرم فلا معنى للتحريم في التحريم لأنه في الحالين قبل التحريم وبعده محرم بتحريم ( قال قال لامرأة لم ينكحها إذا نكحتك فأنت علي كظهر أمي فنكحها ) ويروى مثل معنى ما قلت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عن الشافعي علي رضي الله تعالى عنهما وغيرهم وهو القياس . وابن عباس
وإذا لم يكن طلاقا لما وصفت من حكم الله عز وجل في الظهار وأن بينا في حكم الله تعالى أن ليس الظهار اسم الطلاق ولا ما يشبه الطلاق مما ليس لله تبارك وتعالى فيه نص حكم ولا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان خارجا من هذا مما يشبه الطلاق فإنما يكون قياسا على الطلاق إذا قال أنت علي كظهر أمي يريد طلاقا واحدا أو ثلاثا أو طلاقا بلا نية عدد فهي طالق ولا ظهار عليه لأنه صرح بالطلاق ولم يكن لكظهر أمي معنى إلا أنك حرام بالطلاق وكظهر أمي محال لا معنى له فلزمه الطلاق وسقط الظهار وهكذا إن قال الرجل لامرأته أنت طالق كظهر أمي يريد الظهار فهو طلاق وإن لم يرد الطلاق فهو متظاهر . قال أنت علي حرام كظهر أمي يريد الطلاق
وإن أو ما أشبه هذا لا يريد به ظهارا لم يلزمه ظهار لأنها تكون شريكتها ومعها ومثلها في أنها زوجة له كهي وعاصية له كهي ومطيعة له كهي وما أشبه هذا مما ليس بظهار ( قال ) وإذا قال لامرأته أنت علي حرام كظهر أمي ثم قال لأخرى من نسائه قد أشركتك معها أو أنت كهي أو أنت شريكتها فسواء وعليه في كل واحدة منهن كفارة لأن التظاهر تحريم لكل واحدة منهن لا تحل له بعد حتى يكفر كما يطلقهن معا في كلمة واحدة أو بكلام متفرق فسواء وعليه في كل واحدة منهن كفارة لأن التظاهر تحريم لكل واحدة منهن لا تحل له بعد حتى يكفر كما يطلقهن معا في كلمة واحدة أو كلام متفرق فتكون كل واحدة منهن طالقا . تظاهر الرجل من أربع نسوة له بكلمة واحدة أو بكلام متفرق
وإذا فعليه في كل تظاهر كفارة كما يكون عليه في كل تطليقة تطليقة لأن التظاهر طلاق جعل المخرج منه كفارة . تظاهر الرجل من امرأته مرتين أو ثلاثا أو أكثر يريد بكل واحدة منهن ظهارا غير صاحبه قبل أن يكفر
ولو قالها متتابعة فقال أردت ظهارا واحدا كان واحدا كما يكون لو أراد طلاقا واحدا وإبانة بكلمة واحدة .
وإذا كفر مرة أخرى ولو تظاهر من امرأته ثم كفر ثم تظاهر منها مرة أخرى أمي فتظاهر منها كان من امرأته التي قال لها ذلك متظاهرا ولو قال لامرأته إذا تظاهرت من فلانة امرأة له أخرى فأنت علي كظهر فتظاهر من الأجنبية لم يكن عليه ظهار لأن ذلك ليس بظهار . قال لامرأته إذا تظاهرت من فلانة امرأة أجنبية فأنت علي كظهر أمي
وكذلك لو قال لها إذا طلقتها فأنت طالق فطلقها لم تكن امرأته طالقا لأنه طلق غير زوجته ( قال ) وإذافلا ظهار وإن أراد ظهارا فهو ظهار وإن قال لا نية لي فليس بظهار . قال الرجل لامرأته أنت علي أو عندي كأمي أو أنت مثل أمي أو أنت عدل أمي وأراد في الكرامة