كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم 
وقال النووي   : (باب فضائل الصحابة ، رضي الله تعالى عنهم) . 
[ تعريف الصحابي   ] 
قال  البخاري   "في صحيحه" من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو رآه من المسلمين : فهو من أصحابه. 
قلت : والاكتفاء بمجرد الرؤية ، من غير مجالسة ، ولا مماشاة ، ولا مكالمة : مذهب الجمهور من المحدثين ، والأصوليين : لشرف منزلته صلى الله عليه وآله وسلم . فإنه - كما صرح به غير واحد - : إذا رآه مسلم ، أو رأى مسلما لحظة : طبع قلبه على الاستقامة ؛ إذ إنه بإسلامه : 
 [ ص: 256 ] متهيئ للقبول . فإذا قابل ذلك النور المحمدي : أشرق عليه ، فظهر أثره في قلبه ، وعلى جوارحه . 
"والصحبة" لغة : تتناول ساعة فأكثر . وأهل الحديث - كما قال النووي   - : قد نقلوا الاستعمال في الشرع والعرف ، على وفق اللغة . وإليه ذهب الآمدي  ، واختاره ابن الحاجب   . 
فلو حلف "لا يصحبه" : حنث بلحظة . 
وعد  "الحافظ ابن حجر"  في الصحابة كل من حضر معه صلى الله عليه وآله وسلم "حجة الوداع" : من أهل مكة  ، والمدينة  ، والطائف  ، وما بينهما من الأعراب ، وكانوا أربعين ألفا : لحصول رؤيتهم له صلى الله عليه وآله وسلم . وإن لم يرهم هو . بل ومن كان مؤمنا به زمن الإسراء : إن ثبت أنه صلى الله عليه وآله وسلم : كشف له في ليلته عن جميع من في الأرض فرآه وإن لم يلقه : لحصول الرؤية من جانبه صلى الله عليه وآله وسلم . 
وأما   "ابن أم مكتوم"  وغيره ؛ ممن كان من الصحابة أعمى : فيدخل في قوله : "ومن صحب" . 
وكذا في قوله : "أو رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم" ، على ما لا يخفى . 
 [ ص: 257 ] وموضع بسط الكلام ، على هذا المرام : "كتب أصول الحديث" فراجعها ، وراجع منها كتابنا : "منهج الوصول ، إلى اصطلاح أحاديث الرسول" . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					