الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4582 باب في فضل مزينة، وجهينة، وغفار

                                                                                                                              وهو في النووي، في (الباب المتقدم).

                                                                                                                              [ ص: 671 ]

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 75، 76 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب، سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه: أن الأقرع بن حابس، جاء إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما بايعك سراق الحجيج؛ من أسلم، وغفار، ومزينة. -وأحسب: جهينة- (محمد الذي شك). فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أرأيت، إن كان أسلم، وغفار، ومزينة، -وأحسب: جهينة- خيرا من بني تميم، وبني عامر، ، وأسد، وغطفان؛ أخابوا وخسروا؟" فقال: نعم. قال: "فوالذي نفسي بيده! إنهم لأخير منهم".

                                                                                                                              وليس في حديث ابن أبي شيبة: "محمد الذي شك").

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي بكرة، رضي الله عنه، أن الأقرع بن حابس) التميمي، (جاء إلى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، فقال: إنما بايعك سراق الحجيج) بضم السين، وتشديد الراء المفتوحة. (من أسلم، وغفار، ومزينة -وأحسب جهينة-) قال شعبة بن الحجاج: (محمد) [ ص: 672 ] الراوي هو (الذي شك) في قوله: "جهينة".

                                                                                                                              (فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "أرأيت، إن كان أسلم، وغفار، ومزينة -وأحسب جهينة- خيرا من بني تميم، وبني عامر، وأسد، وغطفان؛ أخابوا وخسروا؟") بهمزة الاستفهام (فقال) الأقرع: (نعم. قال: فوالذي نفسي بيده! إنهم) أي: أسلم، وغفار إلخ (لأخير منهم). أي: يوم القيامة.

                                                                                                                              هكذا هو في جميع النسخ بوزن: "أفعل". وهي لغة قليلة في "خير وشر) تكررت في الأحاديث. وأهل العربية ينكرونها، ويقولون: الصواب: "خير وشر" دون نقله إلى "أفعل التفضيل" ولا يقال: "أخير وأشر".

                                                                                                                              قال النووي: ولا يقبل إنكارهم، فهي لغة قليلة الاستعمال. انتهى.

                                                                                                                              قلت: وفي رواية البخاري، والترمذي: "لخير" بلام التأكيد.

                                                                                                                              [ ص: 673 ]

                                                                                                                              والمعنى: خير منهم؛ لسبقهم إلى الإسلام، وآثارهم فيه. مع ما اشتملوا عليه من رقة القلوب، ومكارم الأخلاق. وفيه فضيلة هؤلاء القبائل.




                                                                                                                              الخدمات العلمية