خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون .
[6] خلقكم من نفس واحدة يعني: نفس آدم ثم جعل منها زوجها يعني: حواء خلقت من ضلعه القصيرى، و(ثم) لترتيب الأخبار، لا لترتيب المعاني; لأنه لما كان خلق حواء من آدم غريبا عادة، عطفت (ثم) ما بعدها على ما قبلها لفظا، فكأنه قال: ثم كان من أمره قبل ذلك أن جعل منها زوجها.
وأنزل أحدث لكم من الأنعام ثمانية أزواج هي المذكورة في سورة الأنعام. قرأ أبو عمرو، ورويس عن (وأنزل لكم) بإدغام اللام الأولى في الثانية. [ ص: 54 ] يعقوب:
يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا مصدر من بعد خلق أي: نطفا، ثم علقا، ثم مضغا، ثم عظاما، ثم خلقا سويا. قرأ (إمهاتكم) بكسر الهمزة والميم، وقرأ حمزة: بكسر الهمزة فقط، وكل منهما بشرط الوصل، وقرأ الباقون: بضم الهمزة وفتح الميم، واتفقوا على الابتداء كذلك. الكسائي:
في ظلمات ثلاث هي ظلمة البطن، والرحم، والمشيمة.
ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون فكيف تعدلون عن طريق الحق، وبأي سبب تضلون؟!