[28] وقال رجل مؤمن من آل فرعون وهو ابن عمه، واسمه خربيل، وقيل غيره، وهو الذي حكى الله عنه: وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى [القصص: 20] ، وكان قد آمن بموسى وهو يكتم إيمانه حكى في "تفسيره" عن أبيه: أنه سمع ابن عطية أبا الفضل بن الجوهري على المنبر يقول وقد سئل أن يتكلم في شيء من فضائل الصحابة، فأطرق قليلا، ثم رفع رأسه فقال: [ ص: 112 ]
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
ماذا ترون من قوم قرنهم الله تعالى بنبيه، وخصهم بمشاهدته، وتلقي الوحي منه، وقد أثنى الله -عز وجل- على رجل مؤمن من آل فرعون كتم إيمانه وأسره، فجعله تعالى في كتابه، وأثبت ذكره في المصاحف لكلام قاله في مجلس من مجالس الكفر، وأين هو من -رضي الله عنه- إذ جرد سيفه عمر بن الخطاب بمكة وقال: والله لا أعبد الله سرا بعد هذا اليوم، انتهى.
أتقتلون ظلما بلا دليل رجلا أن أي: لأن.
يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم أي: بما يدل على صدقه، ثم فصل شأن موسى بقوله:
وإن يك كاذبا فعليه كذبه أي: ضرر كذبه. قرأ (وإن يك كاذبا) بإدغام الكاف في الكاف، وقرأ الباقون: بالإظهار; لنقصان الحرفين بعدها من الكلمة مع قلة حروفها. أبو عمرو:
وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم به من العذاب عاجلا، وبذلك المقدار تهلكون.
إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب على الله. [ ص: 113 ]