ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم .
[38] ها أنتم قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، بتسهيل الهمزة بين بين، وقرأ الكوفيون، ونافع: وابن كثير، وابن عامر، بتحقيق الهمزة بعد الألف، وروي عن ورش: (هآنتم) مدا بلا همزة، وعنه وجه ثان (هئنتم) بهمزة مقصورة بين الهاء والنون; مثل: سألتم، وروي عن ويعقوب: كالوجه الثاني عن قنبل: أصلها أأنتم، قلبت الهمزة الأولى هاء; كقولهم هرقت، وأرقت. [ ص: 329 ] ورش،
هؤلاء أصله: أولاء، دخلت عليه هاء التنبيه، وهو في موضع النداء، يعني: أنتم يا هؤلاء المخاطبون، ثم استأنف فقال:
تدعون لتنفقوا في سبيل الله ما فرض عليكم.
فمنكم من يبخل بالزكاة المفروضة، و(يبخل) رفع; لأن (من) هذه ليست بشرط; لاستئنافك ومن يبخل بالصدقة والمفروض، و(يبخل) جزم، لأن (من) هذه شرط، جوابه فإنما يبخل رفع أيضا.
عن نفسه أي: عليها، المعنى: جزاء بخله مختص به.
والله الغني عنكم وعن صدقتكم وأنتم الفقراء وإن تتولوا عن الطاعة يستبدل قوما غيركم خيرا منكم، وهم الأنصار.
ثم لا يكونوا أمثالكم في البخل والتولي ونحوهما، بل يكونوا خيرا منكم، وأطوع لله، والله أعلم.
* * *