والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين .
[21] والذين آمنوا واتبعتهم قرأ (وأتبعناهم) بقطع الألف وفتحها وإسكان التاء والعين ونون وألف بعدها، والباقون: (واتبعتهم) بوصل الألف وتشديد التاء وفتح العين وتاء ساكنة بعدها. [ ص: 421 ] أبو عمرو:
ذريتهم قرأ أبو عمرو، ويعقوب، بألف بعد الياء على الجمع، وابن عامر: وحده يكسر التاء والهاء، وأبو عمرو ويعقوب يضمانهما، وقرأ الباقون: بغير ألف على التوحيد مع ضم التاء والهاء. وابن عامر
بإيمان المعنى: أن المؤمنين اتبعتهم ذريتهم، وهم أولادهم الصغار والكبار بسبب إيمانهم، فكبارهم بإيمانهم بأنفسهم، وصغارهم بأن أتبعوا في الإسلام بآبائهم بسبب إيمانهم; لأن الولد يحكم بإسلامه تبعا لأحد أبويه إذا أسلم، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي وقال وأحمد، يحكم بإسلامه تبعا لإسلام أبيه دون أمه، وأما إذا مات أحد أبويه في دار الإسلام، فقال مالك: يحكم بإسلامه، وهو من مفردات مذهبه; خلافا للثلاثة، واختلفوا في إسلام الصبي المميز وردته، فقال الثلاثة: يصحان منه، وقال أحمد: لا يصحان. الشافعي:
ألحقنا بهم ذريتهم المؤمنين في الجنة بدرجاتهم، وإن لم يبلغوا بأعمالهم درجة آبائهم; تكرمة لآبائهم; لتقر بذلك أعينهم. قرأ والكوفيون: (ذريتهم) بغير ألف على التوحيد مع فتح التاء، وقرأ الباقون: بالألف على الجمع مع كسر التاء. ابن كثير،
وما ألتناهم قرأ بكسر اللام، والباقون: بنصبها. [ ص: 422 ] ابن كثير:
من عملهم من شيء (من) الأولى متعلقة بـ (ألتناهم)، والثانية زائدة، المعنى على القراءتين: ما نقصناهم من عملهم شيئا.
كل امرئ بما كسب من خير وشر رهين مرهون، فنفس المرء مرهونة بعمله، ومطالبة ومجازاة به.
* * *