الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور    . 
[2] الذين يظاهرون منكم من نسائهم  قرأ  عاصم:   (يظاهرون) بضم الياء وتخفيف الظاء والهاء وكسرها وألف بينهما في الموضعين; من ظاهر يظاهر، وقرأ  أبو جعفر،   وابن عامر،   وحمزة،   والكسائي،   وخلف:  بفتح الياء وتشديد الظاء وألف بعدها، وتخفيف الهاء وفتحها، أصله: يتظاهرون، أدغمت التاء في الظاء، وقرأ الباقون: بفتح الياء وتشديد الظاء والهاء بلا ألف قبلها، أصله: يتظهرون، أدغمت التاء في الظاء،  [ ص: 553 ] والمعنى على القراءات كلها; أي: يحرمون أزواجهم بالظهار، والظهار: أن يشبه امرأته أو عضوا منها بظهر من تحرم عليه على التأبيد، أو إلى أمد، أو بها، أو بعضو منها، فإذا قال لزوجته: أنت علي كظهر أمي، أو كيد أختي، ونحو ذلك، أو حرام، فيحرم عليه وطؤها حتى يكفر بالاتفاق. 
ما هن أمهاتهم  أي: ليس قول الرجل لزوجته: أنت علي كظهر أمي، أو كشيء من أعضائها، ويجعلها كأمه في الحرمة بصحيح. 
إن أمهاتهم  حقيقة إلا اللائي ولدنهم  والمرضعات، وزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- ملحقات بالوالدات في الحرمة، وأما المظاهرات فأبعد شبها بالوالدات. واختلاف القراء في الهمز من (اللائي) كاختلافهم فيه في حرف سورة الأحزاب [الآية: 4]. 
وإنهم  أي: المظاهرون ليقولون منكرا من القول  هو جعل الزوجة أما تنكره الحقيقة وزورا  باطلا. 
وإن الله لعفو  عما سلف من الظهار غفور  لمن تاب. 
* * * 
				
						
						
