الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
م5 - ثم اختلفوا : هل الأفضل ترك اللقطة ، أو أخذها ؟

فاختلف عن أبي حنيفة فروي عنه أن الأفضل أخذها ، وعنه رواية أخرى : أن الأفضل تركها .

وعن الشافعي قولان : أحدهما : أنه يجب أخذها ، والآخر : أن أخذها أفضل .

وقال أحمد : الأفضل تركها .

وقال مالك : إن كانت شيئا له خطر وبال ويمكن تعريفه ، فينبغي لمن أخذه أن يعتقد بأخذه حفظه على صاحبه ، وإن كانت شيئا يسيرا من الدراهم ، أو يسيرا من المأكول ، فهذا لا فائدة في أخذه ، فإن أخذه جاز ، وإن وجد أبقاه لجاره أو لأخيه أو لأخته ، فله أن يأخذه وهو في السعة من تركه ، فإن كان لا يعرف صاحبه فلا يقربه .

وقال الوزير رحمه الله : والذي أرى أنه إذا أخذها ناويا بأخذها حفظها على صاحبها واثقا من نفسه بتحمل الأمانة في ذلك فإن الأفضل أخذها ، وإن كان يخاف منها الفتنة ، أو أنه تكلف وجه أمانته ، فليتركها .

التالي السابق


الخدمات العلمية