الشرك محبط للأعمال
وفيه دلالة واضحة على أن الشرك محبط للأعمال الصالحة كلها، ولا ينفع صاحبه منها شيء، ولو كان نبيا، بل أفضل الأنبياء - أعاذنا الله منه-.
وما بال الخليل إبراهيم -عليه السلام- يوصي بنيه - وهم أنبياء الله -: يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون [البقرة: 132].
وقال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم [لقمان:13].
وقال إبراهيم الخليل أيضا: رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام [إبراهيم:35].
فإذا كان أبو الأنبياء يخاف على نفسه، وعلى بنيه الأنبياء، فما ترجو في غيره، وغيرهم من آحاد الناس الذين ليسوا بأنبياء؟
فسبحان من طبع على قلوب كثير من عباده، فأصمهم، وأعمى أبصارهم!
وأنت يا هذا! قد من الله عليك بالإسلام، وسماك إبراهيم مسلما، وعرف أنه ما من إله إلا الله الواحد القهار.
فاعتقد ما اعتقده الأنبياء والرسل، وأجمعوا عليه من آخرهم من توحيد الإلهية.
ودع عنك القيل والقال، وسخيف السؤال والإشكال، وكن عبد الله وحده، [ ص: 189 ] الذي لا شريك له، كما قال تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم: والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده [الممتحنة: 4].
وهكذا ينبغي لكل من يعتقد الله، ويرجوه، ويخافه، ويدعي الإسلام أن يتبرأ من أهل الشرك والطغيان، ولا يودهم حتى يؤمنوا بالله الواحد القهار، العزيز، الجبار.
فإن الإيمان هو الحب لله، والبغض فيه، ومن أحب غير الله، فقد أشرك، واتخذ ندا.