التاسع والعشرون: قوله: غير المغضوب عليهم [الفاتحة:7].
ووجه ذلك: أن فإذا صفا ذلك عن هذا الكدر، وانضم إلى الظفر بالنعمة الظفر بما هو أحسن منها موقعا عند العارفين، وأعظم قدرا في صدور المتقين، وهو رضاء رب العالمين، كان في ذلك من البهجة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، ولا الوقوف على حقيقته، ولا تصور معناه. الوصول إلى النعم قد يكون منغصا مكدرا بشيء من غضب المنعم سبحانه،
وإذا كان المولى لهذه النعمة، والمتفضل بها هو الله سبحانه، ولا يقدر على ذلك غيره، ولا يتمكن منه سواه، فهو المستحق لإخلاص توحيده، وإفراده بالعبادة.