الوظيفة الثامنة : فإن في عمومهم خصوص صفات فليراع خصوص تلك الصفات وهي ستة . أن يطلب لصدقته من تزكو به الصدقة ولا يكتفي بأن يكون من عموم الأصناف الثمانية
، الأولى أن يطلب الأتقياء المعرضين عن الدنيا المتجردين لتجارة الآخرة قال صلى الله عليه وسلم : وهذا لأن التقي يستعين به على التقوى ، فتكون شريكا في طاعته بإعانتك إياه وقال صلى الله عليه وسلم : لا تأكل إلا طعام تقي ولا يأكل طعامك إلا تقي وفي لفظ آخر : أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين أضف بطعامك من تحبه في الله تعالى وكان بعض العلماء يؤثر بالطعام فقراء الصوفية دون غيرهم فقيل له : لو عممت بمعروفك جميع الفقراء لكان أفضل ، فقال : لا هؤلاء قوم هممهم لله سبحانه فإذا طرقتهم فاقة تشتت هم أحدهم ، فلأن أرد همة واحد إلى الله عز وجل أحب إلي من أن أعطي ألفا ممن همته الدنيا ، فذكر هذا الكلام للجنيد فاستحسنه وقال : هذا ولي من أولياء الله تعالى وقال ما سمعت منذ زمان كلاما أحسن من هذا ، ثم حكى أن هذا الرجل اختل حاله وهم بترك الحانوت فبعث إليه مالا وقال : اجعله بضاعتك ولا تترك الحانوت ؛ فإن التجارة لا تضر مثلك وكان هذا الرجل بقالا لا يأخذ من الفقراء ثمن ما يبتاعون منه . الجنيد