الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الثامنة مهما علا ، نشزا من الأرض في الطريق فيستحب أن يكبر ثلاثا ، ثم يقول : اللهم لك الشرف على كل شرف ، ولك الحمد على كل حال ، ومهما هبط سبح ومهما خاف الوحشة في سفره قال : سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح ، جللت السموات بالعزة ، والجبروت .

التالي السابق


(الثامنة مهما علا شرفا ، أو نشزا) بالتحريك فيهما ما ارتفع من الأرض (فيستحب أن يكبر ثلاثا ، ثم ليقل : اللهم لك الشرف على كل شرف ، ولك الحمد على كل حال ، ومهما هبط) واديا (سبح) روى البخاري في [ ص: 332 ] الصحيح من حديث ابن عمر قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قفل من الحج ، أو العمرة كلما أوفى على فدفد ، أو ثنية كبر ثلاث تكبيرات . ورواه مسلم بلفظ : كان إذا قفل من الجيوش ، أو السرايا ، أو الحج ، أو العمرة إذا أوفى على نشز ، أو فدفد كبر ثلاثا . ولفظ مالك في الموطأ : كان إذا قفل من غزوة ، أو حج ، أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ، وقال الطبراني في الدعاء : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا عمارة بن زاذان ، عن زياد النميري ، عن أنس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فصعد أكمة قال : اللهم لك الشرف على كل شرف ، ولك الحمد على كل حال . وأخرجه ابن السني من وجه آخر عن عمارة ، وهو ضعيف . وأخرجه المحاملي في الدعاء بلفظ : إذا صعد نشزا من الأرض ، أو أكمة . وأخرج البخاري ، والنسائي ، والمحاملي من طريق سالم بن أبي الجعد ، عن جابر - رضي الله عنه - قال : كنا إذا صعدنا الثنايا كبرنا ، وإذا هبطنا سبحنا . وفي مصنف عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وجيوشه إذا صعدوا الثنايا كبروا ، وإذا هبطوا سبحوا ، فوضعت الصلاة على ذلك .

(ومهما خاف الوحشة في سفره قال : سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح ، جللت السموات بالعزة ، والجبروت) قال الطبراني : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الحميد بن صالح ، حدثنا محمد بن أبان ، حدثنا درمك بن عمر ، وعن أبي إسحق ، عن البراء بن عازب أن رجلا شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحشة ، فقال : قل : سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح ، جللت السموات والأرض بالعزة ، والجبروت ، فقالها الرجل ، فذهبت عنه الوحشة . هذا حديث غريب ، وسنده ضعيف أخرجه ابن السني ، عن محمد بن عبد الوهاب ، عن محمد بن أبان ، وهو كوفي ضعفوه وشيخه درمك قال أبو حاتم الرازي : مجهول . وذكره العقيلي في كتاب الضعفاء ، وأورد له هذا الحديث ، وقال : لا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا به ، والله أعلم .




الخدمات العلمية