الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
(الفصل الثالث في تفصيل ما أجمل آنفا من ذكر المسائل المختلف فيها بين الأشاعرة والماتريدية؛ ليكون المطالع لها على بصيرة)

اعلم أنه تقدم النقل عن التقي السبكي أن الاختلاف بين الفريقين في ثلاث مسائل فيما استنبطه من عقيدة أبي جعفر الطحاوي، وزاد ولده التاج ثلاثة أخرى، استخرجها من كتاب الماتريدية، وزاد غيره سبعة أخرى، وأورد الفاضل عبد الرحيم بن علي الحنفي في كتابه "نظم الفرائد وجمع الفوائد" أربعين مسألة ببراهينها وحججها، وأطال الكلام فيها جدا، وكذا العلامة ملا علي القاري في "شرح الفقه الأكبر" .

وذكر العلامة ابن البياضي في كتابه "إشارات المرام من عبارات الإمام" خمسين مسألة، ولنقتصر على إيراد عبارته; لاختصارها وجمعها، لا ما تشتت من الأقوال. قال -رحمه الله تعالى-: فمن الخلافيات بين جمهور الماتريدية والأشعرية الوجود، والوجود عين الذات في التحقيق; واختاره الأشعري خلافا لهم، والاسم إذا أريد به المدلول عين المسمى، ولا ينقسم كالصفات إلى ما هو عين، وإلى ما هو غيره، وإلى ما ليس هو ولا غيره، واختاره كثير منهم، ويعرف الصانع حق المعرفة، واختاره بعضهم، وهو الحق، كما في "المنائح" للآمدي.

التالي السابق


الخدمات العلمية