الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
(الفصل السادس) .

اعلم أنه قد اصطلح أهل هذا الفن على ألفاظ فيما بينهم، فلا بد في ابتداء التعليم من تعلمها، ولنذكر هنا مشاهيرها .

فمنها: العالم، وهو ما نصب علما على العلم بصانعه، مأخوذ من العلم، بمعنى العلامة، فمن ثم تعددت العوالم، فيقال: عالم الإنسان، وعالم الجن، وعالم الملائكة، وغيرهم، كما نبه عليه صاحب الكشاف، ولما كان منشأ التسمية في الجميع العلامة، وكانت في مجموع العوالم أجلى وأوضح، خص المتكلمون العالم بجملته بما سوى واجب الوجود؛ تغليبا واقتصارا; لأنه تعالى يعلم به من حيث أسماؤه وصفاته .

وينقسم العالم أيضا على قسمين: كبير، وهو الفلك وما حواه من جوهر وعرض، وصغير، وهو الإنسان; لأنه مخلوق على هيئة العالم الكبير، وأوجد الله فيه كل ما أوجده في العالم الكبير .

ومنها الجوهر، وهو ممكن قائم بنفسه، هذا عند المتكلمين، وينقسم إلى قسمين: فرد، وهو ما لا ينقسم حسا ولا وهما ولا عقلا. وجسم، وأقل ما تركب منه الجسم جوهران، وقيل: الجوهر ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع، وهو منحصر في خمسة: هيولي، وصورة، وجسم، ونفس، وعقل، لأنه إما أن يكون مجردا أولا، والأول الجسم، والثاني إما حال أو محل. الأول: الصورة، والثاني: الهيولي، وتسمى الحقيقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية