وحكى الكرابيسي أن الشافعي رضي الله عنه سئل عن شيء من الكلام فغضب ، وقال : سل عن هذا . حفصا الفرد ، وأصحابه أخزاهم الله ولما مرض الشافعي رضي الله عنه دخل عليه حفص الفرد فقال له : من أنا فقال ؟ : حفص الفرد ، لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوب مما أنت فيه .
وقال أيضا : لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه فرارهم من الأسد وقال أيضا : إذا سمعت الرجل يقول : الاسم هو المسمى ، أو غير المسمى ، فاشهد بأنه من أهل الكلام ، ولا دين له .
قال الزعفراني قال الشافعي : حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في القبائل والعشائر ، ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام .
وقال أحمد بن حنبل لا يفلح صاحب الكلام أبدا ، ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل وبالغ في ذمه حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتابا في الرد على المبتدعة وقال له ويحك ! ألست تحكي بدعتهم أولا ثم ترد عليهم ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث .


