بيان جملة أخرى من آدابه وأخلاقه مما رواه أبو البختري قال : ورحمة وما لعن امرأة قط ولا خادما بلعنة ما شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المؤمنين بشتيمة إلا جعل لها كفارة " إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا " وكان إذا سئل أن يدعو على أحد مسلم أو كافر عام أو خاص عدل عن الدعاء عليه إلى الدعاء له وما ضرب بيده أحدا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله تعالى ، وما انتقم من شيء صنع إليه قط إلا أن تنتهك حرمة الله وقيل له وهو في القتال : لو لعنتهم يا رسول الله ، فقال : إلا أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم ، فيكون أبعد الناس من ذلك وما كان يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته وما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ، وقال رضي الله عنه والذي بعثه بالحق ، ما قال لي في شيء قط كرهه لم فعلته ، ولا لامني نساؤه ، إلا قال : دعوه إنما كان هذا بكتاب وقدر قالوا : وما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مضجعا ، إن فرشوا له اضطجع ، وإن لم يفرش له اضطجع على الأرض وقد وصفه الله تعالى في التوراة قبل أن يبعثه في السطر الأول ، فقال : أنس محمد رسول الله ، عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح .