وبالجملة فلا يدرك الإنسان إلا نفسه وصفات نفسه مما هي حاضرة له في الحال أو مما كانت له من قبل ثم بالمقايسة إليه يفهم ذلك لغيره ثم قد يصدق بأن بينهما تفاوتا في الشرف والكمال فليس في قوة البشر إلا أن يثبت لله تعالى ما هو ثابت لنفسه من الفعل والعلم والقدرة وغيرها من الصفات مع التصديق بأن ذلك أكمل وأشرف فيكون معظم تحريمه على صفات نفسه لا على ما اختص الرب تعالى به من الجلال .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : وليس المعنى أني : أعجز عن التعبير عما أدركته ؛ بل هو اعتراف بالقصور عن إدراك كنه جلاله . " لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك "
ولذلك قال بعضهم ما عرف الله بالحقيقة سوى الله عز وجل .