أن يعبر بلسان المقال عن لسان الحال فالقاصر الفهم يقف على الظاهر ويعتقده نطقا والبصير بالحقائق يدرك السر فيه ، وهذا كقول القائل : قال الجدار للوتد : لم تشقني ؟ قال : سل من يدقني ، فلم يتركني ورائي ، الحجر الذي ورائي ، فهذا تعبير عن لسان الحال بلسان المقال ، ومن هذا قوله تعالى القسم الخامس ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فالبليد يفتقر في فهمه إلى أن يقدر لهما حياة وعقلا وفهما للخطاب وخطابا هو صوت وحرف تسمعه السماء والأرض فتجيبان بحرف وصوت وتقولان : أتينا طائعين ، والبصير يعلم أن ذلك لسان الحال ، وأنه إنباء عن كونهما مسخرتين بالضرورة ومضطرتين إلى التسخير .