وقالت رضي الله عنها : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة عائشة بدر ، فقال : تعالي حتى أسابقك . فشددت درعي على بطني ثم خططنا خطا ، فقمنا عليه ، واستبقنا ، فسبقني ، وقال هذه مكان : ذي المجاز وذلك أنه جاء يوم ونحن بذي المجاز ، وأنا جارية قد بعثني أبي بشيء ، فقال : أعطنيه . فأبيت ، وسعيت ، وسعى في أثري ، فلم يدركني وقالت أيضا : وقالت أيضا رضي الله عنها : سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته ، فلما حملت اللحم سابقني فسبقني ، وقال : هذه بتلك كان عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنعت حريرة ، وجئت به ، فقلت : وسودة بنت زمعة : كلي . فقالت : لا أحبه . فقلت : والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك فقالت : ما أنا بذائقته . فأخذت بيدي من الصحفة شيئا منه ، فلطخت به وجهها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بيني وبينها ، فخفض لها رسول الله ركبتيه لتستقيد مني فتناولت من الصحفة شيئا فمسحت به وجهي ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك لسودة وروي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان رجلا دميما قبيحا فلما بايعه النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب ، أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها . جالسة تسمع ، فقالت أهي أحسن أم أنت ؟ فقال : بل أنا أحسن منها ، وأكرم . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من سؤالها إياه ; لأنه كان دميما وعائشة وروى علقمة عن أبي سلمة أنه كان صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسن ابن علي عليهما السلام فيرى الصبي لسانه فيهش له فقال له عيينة بن بدر الفزاري والله ليكونن لي الابن ، قد تزوج وبقل وجهه وما قبلته قط . فقال صلى الله عليه وسلم : إن من لا يرحم لا يرحم فأكثر هذه المطايبات منقولة مع النساء والصبيان ، وكان ذلك منه صلى الله عليه وسلم معالجة لضعف قلوبهم من غير ميل إلى هزل وقال صلى الله عليه وسلم مرة لصهيب وبه رمد ، وهو يأكل تمرا : أتأكل التمر وأنت رمد ؟ فقال : إنما آكل بالشق الآخر يا رسول الله فتبسم صلى الله عليه وسلم .
قال بعض الرواة حتى نظرت إلى نواجذه .
وروي أن خوات ابن جبير الأنصاري كان جالسا إلى نسوة من بني كعب بطريق مكة ، فطلع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال يا : أبا عبد الله ما لك ، مع النسوة ؟ فقال : يفتلن ضفيرا لجمل لي شرود قال : فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته ، ثم عاد فقال يا : أبا عبد الله ، أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد ؟ قال : فسكت واستحييت وكنت بعد ذلك أتفرر منه كلما رأيته ؛ حياء منه حتى قدمت المدينة وبعد ما ، قدمت المدينة قال : فرآني في المسجد يوما أصلي ، فجلس إلي ، فطولت فقال : لا تطول ؛ فإني أنتظرك . فلما سلمت قال يا : أبا عبد الله ، أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد قال ؟ فسكت واستحييت فقام وكنت بعد ذلك أتفرر منه ، حتى لحقني يوما وهو على حمار ، وقد جعل رجليه في شق واحد ، فقال : أبا عبد الله ، أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد ؟ فقلت : والذي بعثك بالحق ما شرد منذ أسلمت . فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، اللهم اهد أبا عبد الله . قال : فحسن إسلامه وهداه الله .
وكان نعيمان الأنصاري رجلا مزاحا فكان يشرب الخمر في المدينة فيؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ، ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ، فلما كثر ذلك منه .
قال له رجل من الصحابة : لعنك الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تفعل ؛ فإنه يحب الله ورسوله : وكان لا يدخل المدينة رسل ولا طرفة إلا اشترى منها ، ثم أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله، هذا قد اشتريته لك وأهديته لك، فإذا جاء صاحبها يتقاضاه بالثمن جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله ، أعطه ثمن متاعه . فيقول له صلى الله عليه وسلم أولم : تهده لنا ؟ فيقول : يا رسول الله ، إنه لم يكن عندي ثمنه ، وأحببت أن تأكل منه . فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر لصاحبه بثمنه فهذه لا على الدوام ، والمواظبة عليها هزل مذموم ، وسبب للضحك المميت للقلب . مطايبات يباح مثلها على الندور