فإن قيل : مهما قدر على ، ثم سلط عليهم أسباب العذاب كان ذلك قبحا لا يليق بالحكمة قلنا القبح : ما لا يوافق الغرض حتى إنه قد يكون الشيء قبيحا عند شخص حسنا عند غيره ، إذا وافق غرض أحدهما دون الآخر حتى يستقبح قتل الشخص أولياؤه ويستحسنه أعداؤه . رعاية الأصلح للعباد
فإن أريد بالقبيح ما لا يوافق غرض الباري سبحانه فهو محال ، إذ لا غرض له فلا يتصور منه قبح كما لا يتصور منه ظلم ; إذ لا يتصور منه التصرف في ملك الغير .
وإن أريد بالقبيح ما لا يوافق غرض الغير ، فلم قلتم : إن ذلك عليه محال ؟ وهل هذا إلا مجرد تشه ، يشهد بخلافه ما قد فرضناه من مخاصمة أهل النار ثم الحكيم معناه : العالم بحقائق الأشياء القادر على إحكام فعلها على وفق إرادته وهذا من أين يوجب رعاية الأصلح وأما الحكيم منا يراعي الأصلح نظرا لنفسه ; ليستفيد به في الدنيا ثناء وفي الآخرة ثوابا أو يدفع به عن نفسه آفة وكل ذلك محال على الله سبحانه وتعالى .