فإن قلت : فقد مال الاختيار إلى أن الإيمان حاصل دون العمل .
وقد اشتهر عن السلف قولهم ، فما معناه قلنا : لا يبعد أن يعد العمل من الإيمان ; لأنه مكمل له ومتمم كما يقال : الرأس واليدان من الإنسان ومعلوم أنه يخرج عن كونه إنسانا بعدم الرأس ولا يخرج عنه بكونه مقطوع اليد وكذلك يقال التسبيحات والتكبيرات من الصلاة وإن كانت لا تبطل بفقدها فالتصديق بالقلب من الإيمان كالرأس من وجود الإنسان إذ ينعدم بعدمه وبقية الطاعات كالأطراف بعضها أعلى من بعض وقد قال صلى الله عليه وسلم : الإيمان عقد وقول وعمل " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " والصحابة رضي الله عنهم ما اعتقدوا مذهب المعتزلة في الخروج عن الإيمان بالزنا ولكن معناه غير مؤمن حقا إيمانا تاما كاملا كما يقال للعاجز المقطوع الأطراف هذا ليس بإنسان أي ليس له الكمال الذي هو وراء حقيقة الإنسانية .