الوجه الثالث مستنده الشك ، ومعناه أنا مؤمن حقا إن شاء الله إذ قال الله تعالى لقوم مخصوصين بأعيانهم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون حقا فانقسموا إلى قسمين ويرجع هذا إلى الشك في كمال الإيمان لا في أصله وكل إنسان شاك في كمال إيمانه وذلك ليس بكفر .
والشك في كمال الإيمان حق من وجهين أحدهما من حيث إن النفاق يزيل كمال الإيمان وهو خفي لا تتحقق البراءة منه .
والثاني أنه يكمل بأعمال الطاعات ولا يدري وجودها على الكمال أما العمل فقد قال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون فيكون الشك في هذا الصدق وكذلك قال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين فشرط عشرين وصفا كالوفاء بالعهد والصبر على الشدائد .
ثم قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أولئك الذين صدقوا وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل الآية وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163هم درجات عند الله وقال صلى الله عليه وسلم :
" الإيمان عريان ولباسه التقوى " الحديث وقال صلى الله عليه وسلم :
" الإيمان بضع وسبعون بابا أدناها إماطة الأذى عن الطريق " فهذا ما يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=30483_34134ارتباط كمال الإيمان بالأعمال وأما ارتباطه بالبراءة عن النفاق والشرك الخفي ، فقوله صلى الله عليه وسلم :
" أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وصلى وزعم أنه مؤمن من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا خاصم فجر " وفي بعض الروايات :
وإذا عاهد غدر وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري القلوب أربعة : قلب أجرد ، وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن ، وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة ، يمدها القيح والصديد فأي المادتين غلب عليه حكم له بها ، وفي لفظ آخر: غلبت عليه : ذهبت به وقال عليه السلام :
أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها وفي حديث
" الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا " .
الْوَجْهُ الثَّالِثُ مُسْتَنَدُهُ الشَّكُّ ، وَمَعْنَاهُ أَنَا مُؤْمِنٌ حَقًّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِذْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِقَوْمٍ مَخْصُوصِينَ بِأَعْيَانِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا فَانْقَسَمُوا إِلَى قِسْمَيْنِ وَيَرْجِعُ هَذَا إِلَى الشَّكِّ فِي كَمَالِ الْإِيمَانِ لَا فِي أَصْلِهِ وَكُلُّ إِنْسَانٍ شَاكٌّ فِي كَمَالِ إِيمَانِهِ وَذَلِكَ لَيْسَ بِكُفْرٍ .
وَالشَّكُّ فِي كَمَالِ الْإِيمَانِ حَقٌّ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا مِنْ حَيْثُ إِنَّ النِّفَاقَ يُزِيلُ كَمَالَ الْإِيمَانِ وَهُوَ خَفِيٌّ لَا تَتَحَقَّقُ الْبَرَاءَةُ مِنْهُ .
وَالثَّانِي أَنَّهُ يَكْمُلُ بِأَعْمَالِ الطَّاعَاتِ وَلَا يَدْرِي وُجُودَهَا عَلَى الْكَمَالِ أَمَّا الْعَمَلُ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ فَيَكُونُ الشَّكُّ فِي هَذَا الصِّدْقِ وَكَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ فَشَرَطَ عِشْرِينَ وَصْفًا كَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَالصَّبْرِ عَلَى الشَّدَائِدِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مَنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ الْآيَةَ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" الْإِيمَانُ عُرْيَانٌ وَلِبَاسُهُ التَّقْوَى " الْحَدِيثَ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ " فَهَذَا مَا يَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=30483_34134ارْتِبَاطِ كَمَالِ الْإِيمَانِ بِالْأَعْمَالِ وَأَمَّا ارْتِبَاطُهُ بِالْبَرَاءَةِ عَنِ النِّفَاقِ وَالشِّرْكِ الْخَفِيِّ ، فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَرْبَعٌ مِنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ خَالِصٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ :
وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ : قَلْبٌ أَجْرَدُ ، وَفِيهِ سِرَاجٌ يُزْهِرُ فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ ، وَقَلْبٌ مُصَفَّحٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا الْمَاءُ الْعَذْبُ وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ ، يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالصَّدِيدُ فَأَيِّ الْمَادَّتَيْنِ غَلَبَ عَلَيْهِ حُكِمَ لَهُ بِهَا ، وَفِي لَفْظٍ آخَرَ: غَلَبَتْ عَلَيْهِ : ذَهَبَتْ بِهِ وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
أَكْثَرُ مُنَافِقِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قُرَّاؤُهَا وَفِي حَدِيثٍ
" الشِّرْكُ أَخْفَى فِي أُمَّتِي مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا " .