الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : قال في زاد المعاد كان صلى الله عليه وسلم يمشي حافيا ومنتعلا ، قلت : أما مشيه منتعلا فهو أكثر مشيه ، وأما حافيا فذكره الإمام الغزالي في الإحياء أيضا ، واستدل له الحافظ العراقي بما رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في عيادته صلى الله عليه وسلم لسعد بن عبادة قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في السباخ ،

                                                                                                                                                                                                                              وكان يماشي أصحابه فرادى وجماعة ، يمشون بين يديه ، وهو خلفهم ويقول : «دعوا ظهري للملائكة»
                                                                                                                                                                                                                              ، ومشى في بعض غزواته مرة فأصاب حجر أصبعه فسال منه الدم ، فقال : «هل أنت إلا أصبع دميت ؟ وفي سبيل الله ما لقيت ، وكان في السفر يعقب جميع أصحابه ، ويقوي الضعيف أو يدعو له ، ويحمل المنقطعين ، ويردفهم بعض الأحيان خلفه» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : دلت الأحاديث السابقة على أمرين أن مشيته صلى الله عليه وسلم لم تكن مشية بتماوت ولا بمهانة .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : أراد بقوله : التفت جميعا أنه لا يسارق النظر ، وقيل : لا يلوي عنقه يمنة ولا يسرة إذا نظر إلى الشيء ، وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ، ولكن كان يقبل جميعا ، ويدبر جميعا- قاله في النهاية- : وفيه أيضا حكمة طبية لأن الالتفات ببعض الجسد ربما كان سببا للقوة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية