الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              حرف الميم

                                                                                                                                                                                                                              «المؤتمن » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح الميم الثانية الذي يؤتمن لأمانته ويرغب في ديانته اسم مفعول من الائتمان وهو الاستحفاظ. وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه حافظ للوحي مؤتمن عليه، أو على هذه الأمة أي شاهد عليها.

                                                                                                                                                                                                                              «المؤمل » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح الميم أي المرجو خيره..

                                                                                                                                                                                                                              «المؤمم » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بالهمزة: المقصود الذي يؤم كل راج حماه لغة في الميمم بالياء.

                                                                                                                                                                                                                              «المؤيد » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح التحتية: المنصور، اسم مفعول من أيدته تأييدا إذا قويته وأعنته قال تعالى: هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                              «المؤيد »

                                                                                                                                                                                                                              بكسر المثناة: الناصر أو القوي أو الشديد.

                                                                                                                                                                                                                              «الماء المعين » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح الميم وهو الطاهر الجاري على وجه الأرض، فعيل: بمعنى فاعل.

                                                                                                                                                                                                                              «المأمون » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بالهمز اسم مفعول من الائتمان وهو الاستحفاظ الذي يوثق به لأمانته في ديانته. وإنما سمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه لا يخاف منه شر.

                                                                                                                                                                                                                              «المؤمن » :

                                                                                                                                                                                                                              بالهمز وبإبدال همزته واوا تخفيفا بسكونها بعد ضمة، وهي لغة أهل الحجاز، وبها قرأ ورش والسوسي عن أبي عمرو. والهمز لغة تميم وهو المتصف بالإيمان، قال تعالى: فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته أي يصدق، والإيمان مأخوذ من الأمن، لأن المؤمن يأمن العقاب في الدنيا والعذاب في الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                              «الماجد » :

                                                                                                                                                                                                                              المفضال الكثير الجود، أو الحسن الخلق السمح، أو الشريف. اسم فاعل من المجد وهو سعة الشرف وكثرة الفوائد. وأصله من قولهم مجدت الإبل: أي أصابت روضة

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 502 ] أنقا خصبة فأمجدها الراعي. قال إياس بن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه:


                                                                                                                                                                                                                              سمح الخليقة ماجد وكلامه حق وفيه رحمة ونكال

                                                                                                                                                                                                                              وهو من أسمائه تعالى قال الغزالي رحمه الله تعالى: الماجد والمجيد: هو الشريف لذاته الحميد فعاله الجزيل عطاؤه، فهو جمع بين الجليل والوهاب والكريم.

                                                                                                                                                                                                                              الماحي:

                                                                                                                                                                                                                              تقدم

                                                                                                                                                                                                                              في حديث جبير في الباب الثاني «وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر »

                                                                                                                                                                                                                              قال القاضي: أي من مكة وبلاد العرب وما زوي له من الأرض ووعد أنه يبلغه ملك أمته، ويكون المحو: بمعنى الظهور والغلبة كما قال تعالى: ليظهره على الدين كله وفي طريق أخرى

                                                                                                                                                                                                                              عن جبير رواها الحاكم والبيهقي وإسنادها حسن متصل خلافا لابن دحية، «وأنا ماحي »

                                                                                                                                                                                                                              فإنه صلى الله عليه وسلم محا سيئات من اتبعه.

                                                                                                                                                                                                                              «ماذ ماذ » :

                                                                                                                                                                                                                              هو اسمه صلى الله عليه وسلم في الكتب السالفة، ومعناه طيب طيب، وضبطه الإمام الشمني رحمه الله تعالى بفتح الميم وألف غير مهموزة وذال معجمة.

                                                                                                                                                                                                                              «المانح » :

                                                                                                                                                                                                                              المعطي اسم فاعل من منح، إذا أعطى الجزيل وأولى الجميل.

                                                                                                                                                                                                                              «المانع » :

                                                                                                                                                                                                                              الذي يمنع أهل الطاعة من الأعداء ويحوطهم وينصرهم، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي يمنع أسباب الهلاك والنقصان في الأديان والأبدان بما يلحقه من الأسباب المعدة للحفظ. أو يحرم من لا يستحق العطاء لقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت فمنعه سبحانه وتعالى حكمة، وإعطاؤه جود ورحمة.

                                                                                                                                                                                                                              «المبارك » :

                                                                                                                                                                                                                              العظيم البركة وهي الزيادة والنمو. وقيل: البركة لفظ جامع لأنواع الخير، ومنه قوله تعالى: إنا أنزلناه في ليلة مباركة أي جامعة لأصناف الخير. وقال حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه:


                                                                                                                                                                                                                              صلى الإله ومن يحف بعرشه     والطيبون على المبارك أحمد

                                                                                                                                                                                                                              وقال عباس بن مرداس رضي الله تعالى عنه:


                                                                                                                                                                                                                              فآمنت بالله الذي أنا عبده     وخالفت من أمسى يريد المهالكا
                                                                                                                                                                                                                              ووجهت وجهي نحو مكة قاصدا     وبايعت بين الأخشبين المباركا
                                                                                                                                                                                                                              نبي أتانا بعد عيسى بناطق     من الحق فيه الفضل منه كذلكا

                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 503 ] «ع » وإنما سمي صلى الله عليه وسلم بذلك لما جعل الله تعالى في حاله من البركة والثواب وفي أصحابه من فضائل الأعمال. وفي أمته من زيادة القدر على الأمم. وفي تفسير قوله تعالى عن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: وجعلني مباركا أين ما كنت أي نفاعا للناس.

                                                                                                                                                                                                                              «المبرأ » :

                                                                                                                                                                                                                              المنزه المبعد عن كل وصف ذميم. ولهذا مزيد بيان في باب طيب عرقه صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «المبتهل » :

                                                                                                                                                                                                                              المتضرع المتذلل: اسم فاعل من الابتهال وهو التضرع قال الله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                              فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل أي نتباهل بأن نقول: بهلة الله على الكاذبين منكم، والبهلة بالفتح والضم: اللعنة، وبهله الله: لعنه، من أبهله إذا أهمله، هذا هو الأصل في كل دعاء بما يجتهد فيه وإن لم يكن التعانا.

                                                                                                                                                                                                                              «المبشر » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من البشارة وهي الخبر السار. وأما قوله تعالى: فبشرهم بعذاب أليم فهو. بمعنى أنذرهم، استعيرت البشارة التي هي الإخبار بما يظهر سرورا في المخبر به للإنذار الذي هو ضدها بإدخال الإنذار في جنس البشارة على سبيل التهكم والاستهزاء. وتقدم الكلام على ذلك في البشير.

                                                                                                                                                                                                                              «المبعوث بالحق » :

                                                                                                                                                                                                                              أي المرسل به اسم مفعول من البعث وهو الإرسال. وأصله إثارة الشيء وتوجيهه، وبعث صلى الله عليه وسلم للخلق كافة، كما سيأتي في الخصائص إن شاء الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                              «المبلغ » :

                                                                                                                                                                                                                              الذي يؤدي الرسالة كما أمر، اسم فاعل من بلغ الرسالة إذا أداها، قال الله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك .

                                                                                                                                                                                                                              «المبيح » :

                                                                                                                                                                                                                              الذي أباح لأمته ما حرم على الأمم السابقة. كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص.

                                                                                                                                                                                                                              المبين:

                                                                                                                                                                                                                              بتشديد التحتية: اسم فاعل من التبيين وهو الإظهار قال تعالى: لتبين للناس ما نزل إليهم .

                                                                                                                                                                                                                              «المتبتل » :

                                                                                                                                                                                                                              «ط » «عا » المخلص المنقطع إلى الله تعالى بعبادته. اسم فاعل من التبتل وهو الإخلاص والانقطاع إلى الله تعالى، قال تعالى: وتبتل إليه تبتيلا أي أخلص له العبادة. وأما

                                                                                                                                                                                                                              قوله صلى الله عليه وسلم: لا رهبانية ولا تبتل في الإسلام »

                                                                                                                                                                                                                              فالمراد به الانقطاع والرغبة عن النكاح. ومنه قيل لمريم: البتول.

                                                                                                                                                                                                                              «المتبسم » :

                                                                                                                                                                                                                              «د » «عا » اسم فاعل من التبسم وهو البشاشة. وسمي صلى الله عليه وسلم به لأنه كان يلقى الناس بالبشر، وطلاقة الوجه من حسن العشرة ولهذا مزيد بيان في باب ضحكه وتبسمه صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 504 ] «المتبع »

                                                                                                                                                                                                                              «ط » «عا » اسم مفعول من الاتباع وهو الذي يتبعه غيره أي يقتدي به في أقواله وأفعاله، قال الله تعالى: فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه أمرنا الله تبارك وتعالى باتباعه صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في أقواله وأفعاله فوجب علينا اتباعه في ذلك في أقواله فإنه لا ينطق عن الهوى وأفعاله فإنه لا يصدر منه محرم لعصمته. ولا مكروه لندرته من غيره من أهل الكمال فكيف به منه. بل قيل: لا يتصور وقوع المكروه منه أيضا لأنه فعل ما هو مكروه في حقنا أو خلاف الأولى كوضوئه صلى الله عليه وسلم مرة مرة فذلك لبيان الجواز.

                                                                                                                                                                                                                              وقد حكى الإمام النووي عن العلماء أن وضوءه صلى الله عليه وسلم على تلك الصفة أفضل في حقه من التثليث.

                                                                                                                                                                                                                              «المتربص » :

                                                                                                                                                                                                                              ذكره الإمام شمس الدين البرماوي - رحمه الله تعالى- في رجال العمدة أخذا من قوله تعالى، آمرا له أن يقول للكفار: تربصوا فإني معكم من المتربصين أي انتظروا حصول ما تتمنونه لي فإني منتظر ما وعدني ربي من النصر عليكم والظفر بكم.

                                                                                                                                                                                                                              «المترحم » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من ترحم.

                                                                                                                                                                                                                              «المتضرع في الدعاء » :

                                                                                                                                                                                                                              الخاضع لله وتقدم في الضارع.

                                                                                                                                                                                                                              «المتقن » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من الإتقان وهو إحكام الأمور أو الحاذق اللبيب والفطن الأريب، يقال أتقن الشيء فهو متقن وتقن بكسر القاف أي حاذق.

                                                                                                                                                                                                                              «المتقي » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من اتقى. وقد تقدم الكلام على التقوى في اسمه الأتقى.

                                                                                                                                                                                                                              «المتلو »

                                                                                                                                                                                                                              «عا » اسم مفعول من التلو وهو المتابعة لأنه يتبع ويقتدى به.

                                                                                                                                                                                                                              «المتلو عليه » :

                                                                                                                                                                                                                              من التلاوة، لأن جبريل كان يتلو عليه القرآن ويدارسه به.

                                                                                                                                                                                                                              «المتمكن » :

                                                                                                                                                                                                                              وجد مكتوبا على حجر في البيت في الهدمة الأولى فيه: «عبدي المنتخب المتمكن المنيب المختار » ، ومعنى المتمكن: المستمكن في الأرض الذي أطاعه الناس واتبعوه وظهر دينه واشتهر. والتمكن صفة أهل الحقائق، والتكوين صفة أرباب الأحوال، فما دام العبد في الطريق فهو صاحب تكوين لأنه يرتقي من حال إلى حال، فإذا وصل تمكن.

                                                                                                                                                                                                                              قال الأستاذ أبو علي الدقاق - رحمه الله تعالى-: كان موسى عليه الصلاة والسلام صاحب تكوين فرجع من سماع الكلام وأثر فيه الحال قال تعالى: وخر موسى صعقا ومحمد صلى الله عليه وسلم صاحب تمكين فرجع بعد أن وصل ولم يؤثر فيه ما شاهد، قال تعالى: ما زاغ البصر وما طغى .

                                                                                                                                                                                                                              «المتمم لمكارم الأخلاق » :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 505 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « بعثت لأتمم مكارم الأخلاق »

                                                                                                                                                                                                                              وهي من جملة الدين، والمكارم:

                                                                                                                                                                                                                              جمع مكرمة بضم الراء، والأخلاق جمع خلق بضمتين وهي السجية.

                                                                                                                                                                                                                              «المتمم » :

                                                                                                                                                                                                                              مبنيا للمفعول: المكمل خلقا وخلقا.

                                                                                                                                                                                                                              «المتهجد » :

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى: ومن الليل فتهجد به وسيأتي الكلام عليه في أبواب عبادته.

                                                                                                                                                                                                                              «المتوسط » :

                                                                                                                                                                                                                              «خا » المتردد في الشفاعة بين الله تعالى وبين الأمة.

                                                                                                                                                                                                                              «المتوكل » :

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى: وتوكل على الحي الذي لا يموت، وهو من أسمائه في التوراة كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو - رضي الله تعالى عنهما-. قال الإمام الشافعي - رضي الله تعالى عنه-: نزه الله تعالى نبيه ورفع قدره بهذه الآية لأن الناس في التوكل على أحوال: متوكل على نفسه أو على أهله أو على جاهه أو على سلطانه أو على صناعته أو على غلته أو على الناس. وكل منهم متوكل مستند إلى حي يموت وإلى ذاهب ينقطع، فنزه الله تعالى نبيه عن ذلك كله وأمره بالتوكل عليه، وقال النخشبي- وهو بنون مفتوحة فخاء ساكنة فشين مفتوحة معجمتين فباء موحدة فياء نسب: التوكل: طرح البدن في العبودية، وتعلق القلب بالربوبية، والطمأنينة بالله، فإن أعطاه شكر، وإن منعه صبر. وقيل: الثقة بالله تعالى والإيقان بقضائه لكن يجوز السعي فيما لا بد منه تأسيا بالسنة.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري: التوكل محله القلب، والحركة بالظاهر لا تنافيه بعد أن تحقق أن الكل من الله تعالى، فإن تعسر شيء فبتدبيره وإن تيسر شيء فبتيسيره.

                                                                                                                                                                                                                              وحكي أن إبراهيم بن أدهم سأل شقيقا البلخي عن مبدأ أمره فقال: رأيت في بعض الخلوات طائرا مكسور الجناحين فأتاه طائر صحيح الجناحين بجرادة في منقاره فأطعمه إياها، فتركت التكسب واشتغلت بالعبادة، فقال إبراهيم: ولم لا تكون أنت الطائر الصحيح الذي أطعم الطائر العليل حتى تكون أفضل منه؟!

                                                                                                                                                                                                                              قال صلى الله عليه وسلم: اليد العليا خير من اليد السفلى .

                                                                                                                                                                                                                              «المتين » :

                                                                                                                                                                                                                              «حا » «عا » القوي الشديد ومنه حبل متين. وهو من أسمائه تعالى ومعناه القوي السلطان البالغ أقصى مراتب القدرة والإمكان.

                                                                                                                                                                                                                              «المثبت » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بفتح الموحدة مبنيا للمفعول من الثبات وهو التمكن والاستقرار. قال الله تعالى: ولولا أن ثبتناك وسمي بذلك لأن الله تعالى ثبت قلبه على دينه.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 506 ] «المثبت » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بكسر الباء مبنيا للفاعل المثبت لمن اتبعه على دينه المجاب «خا » المعطى سؤله.

                                                                                                                                                                                                                              «المجادل » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » : المحكم المتقن للأمور أو المحاجج اسم فاعل من الجدال وهو المعارضة في القول على سبيل المنازعة والمغالبة لإظهار الحجة. وأصل الجدال الإحكام، ومنه جدلت الحبل والبناء إذا أحكمت صنعهما قال تعالى: وجادلهم بالتي هي أحسن أي بأحسن أطرق المجادلة من الرفق واللين من غير فظاظة ولا تعنيف.

                                                                                                                                                                                                                              «المجاهد » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من الجهاد. قال تعالى: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين أي جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بالاحتجاج أو بإقامة الحدود أو بإفشاء أسرارهم.

                                                                                                                                                                                                                              «المجتبى » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم مفعول من الاجتباء وهو الاصطفاء. قال في الصحاح: اجتباه:

                                                                                                                                                                                                                              اصطفاه.

                                                                                                                                                                                                                              «المجتهد » :

                                                                                                                                                                                                                              المجد في الطاعة أو من قام به الاجتهاد. وهو بذل الوسع في طلب أمر يقصد، افتعال من الجهد والطاقة.

                                                                                                                                                                                                                              «المجيب » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من أجاب.

                                                                                                                                                                                                                              «المجير » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من أجار، أي أنقذ من استجار به وأغاث من استغاث به.

                                                                                                                                                                                                                              «المجيد » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح الميم وكسر الجيم: الرفيع القدر العالي البركة، أو الكريم الشريف الفعال. فعيل بمعنى فاعل من المجد ونيل الشرف، يقال مجد كنصر وكرم مجدا ومجادة فهو ماجد ومجيد. وهو من أسمائه تعالى، ومعناه: الكريم الجميل الفعال الكثير الأفضال، أو الذي لا يشارك في أوصاف جماله ولا يضاهى في علو شأنه.

                                                                                                                                                                                                                              «المحجة » :

                                                                                                                                                                                                                              جادة الطريق، مفعلة من الحج وهو القصد، والميم زائدة، وجمعه المحاج. وسمي بذلك صلى الله عليه وسلم لأن الناس تقصده.

                                                                                                                                                                                                                              «المحرض » :

                                                                                                                                                                                                                              بكسر الراء المشددة فضاد معجمة: المحض على القتال والجهاد أو العبادة، أي المحث على ذلك، قال الله تعالى: يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال .

                                                                                                                                                                                                                              «المحرم للظلم » :

                                                                                                                                                                                                                              وهو مجاوزة الحق ولهذا مزيد بيان يأتي.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 507 ] «المحفوظ » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم مفعول من الحفظ. وسمي به لأنه محفوظ من الشيطان.

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فقال: « إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه » .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه دليل على حفظه منه .

                                                                                                                                                                                                                              فإن قيل: لم سلط عليه الشيطان أولا، وهلا كان إذا سلك عليه الصلاة والسلام طريقا هرب الشيطان منه كما وقع لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه-، فقد

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غيره » .

                                                                                                                                                                                                                              الجواب: أنه لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوما من الشيطان ومكره ومحفوظا من كيده وغدره آمنا من وسواسه وشره كان اجتماعه به وهربه منه سيان في حقه صلى الله عليه وسلم. ولما لم يبلغ عمر- رضي الله تعالى عنه- هذه الرتبة العلية والمنزلة السنية كان هرب الشيطان منه أولى في حقه وأيقن لزيادة حفظه وأمكن لدفع شره، على أن يجوز أن يحمل الشيطان الذي كان يهرب من عمر غير قرينه أما قرينه فكان لا يهرب منه بل لا يفارقه لأنه وكل به كغيره.

                                                                                                                                                                                                                              «المحكم » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بفتح الكاف المشددة: الحاكم وهو القاضي. قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم أي يرضوا بحكمك لهم وعليهم.

                                                                                                                                                                                                                              «المحرم » :

                                                                                                                                                                                                                              مبين الحرام وهو ما نهى الله عنه ولم يرخص فيه.

                                                                                                                                                                                                                              «المحلل » :

                                                                                                                                                                                                                              شارع الحلال وهو ما أذن في تناوله شرعا.

                                                                                                                                                                                                                              «المحمود » :

                                                                                                                                                                                                                              «يا » «د » «ع » هو المستحق لأن يحمد لكثرة خصاله الحميدة. قال حسان بن ثابت- رضي الله تعالى عنه- يرثيه:


                                                                                                                                                                                                                              فأصبح محمودا إلى الله راجعا     يبكيه حق المرسلات ويحمد

                                                                                                                                                                                                                              وهو من أسمائه تعالى قال حسان أيضا:


                                                                                                                                                                                                                              وشق له من اسمه ليجله     فذو العرش محمود وهذا محمد

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 508 ] «المحيد » :

                                                                                                                                                                                                                              من حاد عن الشيء إذا عدل عنه، وسمي بذلك لأنه حاد عن الباطل واتبع الحق. أو من أحاد لأنه عدل بأمته إلى جادة الطريق المستقيم وسلك سبيل الدين القويم.

                                                                                                                                                                                                                              «المخبت » :

                                                                                                                                                                                                                              «خا » تقدم في الأواه. وفي الصحاح: الإخبات الخشوع والتواضع.

                                                                                                                                                                                                                              «المخبر » :

                                                                                                                                                                                                                              «د » المبلغ عن الله ما أوحى إليه.

                                                                                                                                                                                                                              «المختار » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم مفعول من الاختيار وهو الاصطفاء كما في الصحاح. روى الدارمي عن كعب الأحبار قال في السفر الأول: محمد رسول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة.

                                                                                                                                                                                                                              «المختص » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم مفعول من الاختصاص بالشيء وهو الإيثار به، وسمي بذلك لأن الله تعالى اختصه لنفسه واستأثر به على خلقه، ويجوز أن يراد به اسم الفاعل، وسمي به لأنه اختص بملازمته عبادة ربه واستأثر بزيادة حبه وقربه.

                                                                                                                                                                                                                              «المختص بالقرآن » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » المستأثر به على غيره، يقال اختصه الله بكذا واختص نفسه بكذا فهو مختص فيهما. والقرآن في الأصل مصدر نحو كفران ورجحان سمي بذلك من بين كتب الله لكونه جامعا لثمرة كتبه، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم كما أشار إليه بقوله:

                                                                                                                                                                                                                              وتفصيلا لكل شيء وقوله: تبيانا لكل شيء وقد خص بالكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وصار له كالعلم، كما أن التوراة لما أنزل على موسى والإنجيل لما أنزل على عيسى عليهما الصلاة والسلام. والقرآن: ضم بعض الحروف والكلمات إلى بعض في الترتيل.

                                                                                                                                                                                                                              وليس يقال ذلك لكل جمع، لا يقال قرأت القوم إذا جمعتهم.

                                                                                                                                                                                                                              «المختص بآي لا تنقطع » :

                                                                                                                                                                                                                              الآي: جمع آية وهي العلامة والمراد بها المعجزة لأن منها القرآن، والمعنى أن آياته لا تبيد ولا تنقطع بل هي باقية إلى يوم القيامة تتجدد ولا تضمحل لأن منها القرآن وهو باق إلى آخر الدهر بخلاف معجزات سائر الأنبياء صلى الله عليهم وسلم فإنها انقرضت بانقراضهم، ولهذا مزيد بسط في المعجزات.

                                                                                                                                                                                                                              «المختم » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم مفعول من تختم إذا اتخذ خاتما، وسيأتي لهذا مزيد بيان في أبواب زينته. أو الذي ختم عليه بخاتم النبوة كما سيأتي بيانه في صفات جسده الشريف.

                                                                                                                                                                                                                              «المخصوص بالعز » .

                                                                                                                                                                                                                              «المخصوص بالمجد » .

                                                                                                                                                                                                                              «المخضم »

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بضاد معجمة بوزن منبر: السيد الشريف العظيم المنيف.

                                                                                                                                                                                                                              «المخلص » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » الصادق في عبادته الذي ترك الرياء في طاعة الله تعالى، اسم فاعل

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 509 ] من الإخلاص وهو الصدق وترك الرياء. قال الله تعالى: قل الله أعبد مخلصا له ديني قال الأستاذ أبو القاسم القشيري- رحمه الله تعالى-: الإخلاص إفراد الحق في الطاعة بالقصد، أو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين. والفرق بينه وبين الصدق أو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين. والفرق بينه وبين الصدق أنه التنقي عن مطالعة النفس. والإخلاص: التوقي عن ملاحظة الخلق. والمخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب له.

                                                                                                                                                                                                                              «المدثر » :

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى: يا أيها المدثر

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي: بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت دثروني دثروني

                                                                                                                                                                                                                              . وفي لفظ:

                                                                                                                                                                                                                              زملوني زملوني فأنزل الله تعالى: يا أيها المدثر قم فأنذر وهو اسم مشتق من الحالة التي كان عليها حين النزول. والمدثر: المتلفف في الدثار وهو الثياب وأصله المتدثر لأنه من تدثر فقلبت التاء دالا وأدغمت. قال أبو القاسم بن الورد: وإنما نزل: يا أيها المدثر عقب قوله «زملوني » لأجل أن هذا التزمل أريد به الدثار من البرد الذي يعتري الروع لأنه كالمحموم مخاطبة بالمعنى المطلوب من تزمل أي يا أيها المزمل المدثر دع هذا الدثار وخذ في الإنذار تأنيبا له من ذلك الروع وتنشيطا على فعل ما أمر به. كما تقول لمن أرسلته في حاجة فتخوف وجلس في بيته: يا أيها المتخوف امض فيما وجهتك. ولو قلت: يا أيها الجالس في بيته لاستقام لكن بدأه بالمعنى الذي من أجله جلس في بيته آنس له وآمن من تخوفه وأبلغ في التنشيط له.

                                                                                                                                                                                                                              «المدني » :

                                                                                                                                                                                                                              نسبة إلى المدينة الشريفة وسيأتي الكلام عليها في أبواب فضلها.

                                                                                                                                                                                                                              «مدينة العلم » :

                                                                                                                                                                                                                              روى الترمذي وغيره مرفوعا: أنا مدينة العلم وعلي بابها »

                                                                                                                                                                                                                              والصواب الحديث حسن. كما قال الحافظان العلائي وابن حجر، وقد بسط الشيخ الكلام عليه في كتاب «تهذيب الموضوعات » . وفي «النكت » .

                                                                                                                                                                                                                              «المذكر » :

                                                                                                                                                                                                                              المبلغ الواعظ، اسم فاعل من التذكرة وهي الموعظة والتبليغ. قال تعالى:

                                                                                                                                                                                                                              فذكر إنما أنت مذكر أي ذكر عبادي وعظهم بحجتي وبلغهم رسالاتي.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 510 ] «المذكور » :

                                                                                                                                                                                                                              «خا » : في الكتب السالفة.

                                                                                                                                                                                                                              «المرء » :

                                                                                                                                                                                                                              بتثليث الميم: الرجل الكامل المروءة، وهي بالهمز وتركه: الإنسانية. قال الجوهري. وسأل رجل الأحنف عن المروءة فقال: عليك بالخلق الفسيح والكف عن القبيح.

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: أن تصون نفسك عن الأدناس ولا تشينها عند الناس. وقال الإمام جعفر الصادق: وهي أن لا تطمع فتذل ولا تسأل فتثقل ولا تبخل فتشتم، ولا تجهل فتخصم. وقيل: أن لا تعمل في السر ما تستحي منه في العلانية. وقيل: هي اسم جامع لكل المحاسن. وعن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه-: المروءة مروءتان: مروءة ظاهرة وهي الرئاسة ومروءة باطنة وهي العفاف.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود عن عائشة مرفوعا: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود ورواه الإمام الشافعي وابن حبان في صحيحه بلفظ: أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الشافعي : وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم: الذين لا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة. وقال الماوردي: في عثراتهم وجهان: أحدهما: الصغائر. والثاني أول معصية زل فيها مطيع.

                                                                                                                                                                                                                              وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه منها بمكان قال له زهير بن صرد:


                                                                                                                                                                                                                              آمنن على رسول الله في كرم     فإنك المرء نرجوه وندخر

                                                                                                                                                                                                                              «المرتجى » :

                                                                                                                                                                                                                              «ط » بفتح الجيم: اسم مفعول من الرجاء بمعنى الأمل لأنه الذي يرجوه الناس لكشف كروبهم وجلاء مصائبهم وأعظمها يوم القيامة في فصل القضاء.

                                                                                                                                                                                                                              «عا » : أو بكسرها: اسم فاعل، أي المؤمل من الله تعالى قبول شفاعته في أمته.

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وأني أختار دعوتي شفاعة لأمتي فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات لا يشرك بالله شيئا .

                                                                                                                                                                                                                              «المرتضى » :

                                                                                                                                                                                                                              الذي رضيه مولاه أي أحبه واصطفاه.

                                                                                                                                                                                                                              «المرتل » :

                                                                                                                                                                                                                              بكسر المثناة الفوقية اسم فاعل من رتل مضاعفا وهو الذي يقرأ القرآن على ترسل وتؤدة مع تبيين الحروف والحركات قال تعالى: ورتل القرآن ترتيلا .

                                                                                                                                                                                                                              روى الترمذي عن حفصة - رضي الله تعالى عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون أطول من أطول منها . ولهذا مزيد بيان في أبواب قراءته صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «المرحوم » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم مفعول من رحم. وتقدم بيان معنى الرحمة. [ ص: 511 ]

                                                                                                                                                                                                                              «مرحمة » :

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو نعيم في «الحلية »

                                                                                                                                                                                                                              عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- مرفوعا: « بعثت مرحمة وملحمة ولم أبعث تاجرا ولا زارعا »

                                                                                                                                                                                                                              أي بعثت رحمة للمؤمنين وشدة على الكافرين. كما قال الله تعالى في حقه وحق أصحابه: أشداء على الكفار رحماء بينهم .

                                                                                                                                                                                                                              «المرسل » :

                                                                                                                                                                                                                              «ع » «د » . قال الله تعالى: ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب وهو مفعل من الرسالة والفرق بينه وبين الرسول أن الأول لا يقتضي التتابع في الإرسال، بل قد يكون مرة واحدة والرسول يقتضيه.

                                                                                                                                                                                                                              «المرشد » :

                                                                                                                                                                                                                              الهادي: اسم فاعل من أرشد أي دل على طريق الهدى.

                                                                                                                                                                                                                              «مرغمة »

                                                                                                                                                                                                                              «د » وقع في الصحاح: «بعثت مرغمة » أي مذلا للكفر حتى يلتصق بالرغام وهو بالفتح التراب، ثم استعمل في الذل والعجز.

                                                                                                                                                                                                                              «المرغب » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » اسم فاعل من رغب مضاعفا، لأنه يحث الخلق على طاعة الحق ويرغبهم فيما عنده من الخير، وقرأ زيد بن علي: وإلى ربك فارغب أي رغب الناس إلى طلب مغفرته ومحبة مثوبته.

                                                                                                                                                                                                                              «المزكي » :

                                                                                                                                                                                                                              «ط » قال تعالى: ويزكيهم أي يطهرهم من الشرك ووضر الآثام.

                                                                                                                                                                                                                              «المزمل » :

                                                                                                                                                                                                                              أصله المتزمل قلبت التاء زايا وأدغمت لأنه من تزمل. قال الله تعالى: يا أيها المزمل قم الليل ولهذا مزيد بيان في أبواب بعثته.

                                                                                                                                                                                                                              «المزمزم » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بضم الميم الأولى وفتح الزاي الثانية أي المغسول قلبه بماء زمزم كما سيأتي الكلام على ذلك في أبواب صفة جسده الشريف في باب شق صدره صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «مزيل الغمة » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من الإزالة وهي الكشف والإماطة. والغمة من الغم: الكرب والشدة. وأصله الستر ومنه الغمام لأنه يستر ضوء الشمس، وسمي بذلك لأنه جلى ظلمة الشك بنور اليقين، وأماط غمة الشرك عن الدين المتين، ورفع حجب الغفلة عن قلوب المتقين.

                                                                                                                                                                                                                              «المسبح » :

                                                                                                                                                                                                                              «ط » «عا » بسين مهملة فباء موحدة مهملة: المهلل الممجد، اسم فاعل من التسبيح وهو تنزيه الحق عن أوصاف الخلق، وأصله المر بسرعة في الماء. قال «عا » : وفرق بينه وبين التقديس والتنزيه بأن التقديس تبعيد الرب عما لا تليق به الربوبية، والتنزيه تبعيده عن أوصاف البشرية، والتسبيح تبعيده عن أوصاف جميع البرية.

                                                                                                                                                                                                                              «المستجيب » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » المطيع اسم فاعل من استجاب بمعنى أجاب، وليست سينه [ ص: 512 ] للطلب بل هو استفعل بمعنى أفعل قال كعب الغنوي:


                                                                                                                                                                                                                              وداع دعا يا من يجيب إلى الندا     فلم يستجبه عند ذاك مجيب

                                                                                                                                                                                                                              ومنه: يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده أي فتجيبون ويجوز أن يكون المستجيب بمعنى مستجاب، فعيل بمعنى مفعول، وسمي بذلك لأنه تجب علينا طاعته ويلزمنا إجابته إذا دعانا ولو في صلاتنا، ولا تبطل بإجابته كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص.

                                                                                                                                                                                                                              «المستعيذ » :

                                                                                                                                                                                                                              «ط » اسم فاعل من العوذ وهو الالتجاء إلى الله تعالى والاستجارة به والانحياز إليه والاستعانة به، قال تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله واستعاذته صلى الله عليه وسلم عند القراءة وفي كل وقت من الشيطان وهمزه ونفثه ومن شر ما خلق وعند نزوله المنازل في السفر معلوم جاءت به الأحاديث الصحيحة وذكر بعضهم أن الاستعاذة كانت واجبة عليه صلى الله عليه وسلم وحده ثم تأسينا به.

                                                                                                                                                                                                                              «المستغفر من غير مأثم » :

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى: فسبح بحمد ربك واستغفره

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن السني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقولها قبل أن يقول شيئا «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم

                                                                                                                                                                                                                              ولهذا مزيد بيان في باب استغفاره.

                                                                                                                                                                                                                              «المستغني » :

                                                                                                                                                                                                                              «خا » تقدم في الغني.

                                                                                                                                                                                                                              «المستقيم » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من الاستقامة وستأتي وأصله مستقوم نقلت حركة الواو إلى ما قبلها ثم قلبت ياء، وهو الذي لا عوج فيه ينقصه، أو السالك الطريق المستقيم وهي طريق الحق فلا يحول عنها، وقد مر عن الحسن وأبي العالية أن الصراط المستقيم في قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                              اهدنا الصراط المستقيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: فاستقم كما أمرت أي استقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادة الحق غير عادل عنها، أي داوم على ذلك. قال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها. وببلوغها حصول الخيرات ونظامها، وأول مدارجها: التقويم وهو تأديب النفس، ثم الاستقامة وهي تقرب الأسرار.

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: الاستقامة الخروج من المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين يدي الحق على قدم الصدق.

                                                                                                                                                                                                                              «المسدد » :

                                                                                                                                                                                                                              أخذه «ط » من قوله تعالى لشعيا صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن أبي حاتم عن وهب:

                                                                                                                                                                                                                              أسدده لكل جميل.

                                                                                                                                                                                                                              «المسرى به » :

                                                                                                                                                                                                                              بضم الميم وسكون السين المهملة اسم مفعول من الإسراء كما سيأتي بيان ذلك في بابه. [ ص: 513 ]

                                                                                                                                                                                                                              «المسعود » :

                                                                                                                                                                                                                              «د » «عا » اسم مفعول من أسعده الله تعالى أي أغناه وأذهب شقاوته فهو مسعود ولا تقل مسعد.

                                                                                                                                                                                                                              «د » : ويجوز أن يكون بمعنى فاعل، كالمحبوب. بمعنى محبب من سعد كعلم وعني سعادة فهو سعيد ومسعود أي حصل له اليمن والبركة.

                                                                                                                                                                                                                              «المسلم » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بتشديد اللام المكسورة المفوض من غير اعتراض، المتوكل على الله تعالى في جميع الأعراض.

                                                                                                                                                                                                                              «المسيح » :

                                                                                                                                                                                                                              المبارك باليونانية، أو الذي يمسح العاهات فيبرئها فعيل بمعنى فاعل، أو الذي لا أخمص له. وسيأتي في باب صفة قدمه الشريف أنه صلى الله عليه وسلم كان مسيح القدمين ومعناه أنه كان أمسح الرجل ليس لرجله أخمص فالأخمص: ما لا يمس الأرض من باطن الرجل ولذلك سمي السيد عيسى صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه أقوال يناسب النبي صلى الله عليه وسلم منها عشرة: الأول: أنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، وقد كان صلى الله عليه وسلم كذلك. كما سيأتي في المعجزات.

                                                                                                                                                                                                                              الثاني: سمي بذلك لحسن وجهه، والمسيح في اللغة الجميل، وقد كان صلى الله عليه وسلم من الحسن بمكان لا يدانيه فيه أحد، كما سيأتي بيان ذلك في حسنه.

                                                                                                                                                                                                                              الثالث: الكثير الجماع يقال مسحها إذا جامعها. قال ابن فارس . الرابع: الصديق قاله الأصمعي. الخامس: المسيح قطعة الفضة وسمي به لأنه كان أبيض مشربا بحمرة وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في باب صفة لونه. السادس: المسيح: السيف قاله المطرز.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى السيف في حقه صلى الله عليه وسلم واضح لأنه سيف الله كما تقدم. السابع: الذي يمسح الأرض أي يقطعها لأنه كان تارة بالشام وتارة بمصر وتارة بغيرهما. والنبي صلى الله عليه وسلم قطع السماوات السبع.

                                                                                                                                                                                                                              الثامن: لأن الله تعالى كان يمسح عنه الذنوب: التاسع: أن جبريل مسحه بالبركة ذكرهما أبو نعيم .

                                                                                                                                                                                                                              العاشر: أنه ولد كأنه ممسوح بالدهن. وقد ولد صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا. وقالت حاضنته أم أيمن: كان يصبح دهينا رجلا وغيره من الأولاد شعثا.

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عبيد: وأظن المسيح أصله مشيح بالشين المعجمة فعرب.

                                                                                                                                                                                                                              «المشاور » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » اسم فاعل من المشاورة وهي استخراج الآراء ليعلم ما عند أهلها.

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى: وشاورهم في الأمر وروى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا مزيد بيان في باب مشاورته أصحابه.

                                                                                                                                                                                                                              «المشذب » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بمعجمتين آخره باء موحدة: الطويل المعتدل القامة. [ ص: 514 ]

                                                                                                                                                                                                                              «المشرد » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » اسم فاعل من التشريد بالعدو وهو التنكيل والتسميع بعيوبه ويجوز إعجام ذاله وبه قرأ ابن مسعود في قوله تعالى: فشرد بهم من خلفهم أي فرقهم عن محاربتك بقتلهم شر قتلة واجعلهم نكالا لمن يتعرض لك بعد ذلك بسوء حتى لا يجسر أحد عليك اعتبارا بهم واتعاظا بحالهم.

                                                                                                                                                                                                                              «المشفع » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح الفاء: الذي يشفع فتقبل شفاعته، وهو السؤال في طلب التجاوز عن المذنبين. ويأتي الكلام على شفاعته صلى الله عليه وسلم في بابها.

                                                                                                                                                                                                                              «المشفوع » :

                                                                                                                                                                                                                              ذكره «د » قال الشيخ رحمه الله تعالى: ولم يظهر لي معناه لأنه لا يصح أن يكون من الشفاعة لأن اسم المفعول منها مشفع من شفع.

                                                                                                                                                                                                                              «مشقح » :

                                                                                                                                                                                                                              «يا » قال الشمني: هو بضم الميم وفتح الشين المعجمة والقاف المشددة وفي آخره حاء مهملة. وقال ابن دحية هو بالفاء وزن محمد ومعناه، فإن الشقح في اللغة:

                                                                                                                                                                                                                              الحمد. وقال ابن ظفر: وقع هذا الاسم في كتاب شعيا ونصه: عبدي الذي سرت به نفسي أنزل عليه وحيي فيظهر في الأمم عدلي ويوصيهم بالوصايا ولا يضحك ولا يسمع صوته في الأسواق، يفتح العيون العور والآذان الصم والقلوب الغلف وما أعطيه لا أعطي أحدا، مشقح بحمد الله تعالى حمدا جديدا، يأتي من أقصى الأرض يفرح البرية وسكانها يهللون الله ويكبرونه على كل رابية، لا يضعف ولا يغلب ولا يميل إلى الهوى ولا يذل الصالحين الذين هم كالعصبة الضعيفة بل يقوي الصديقين، وهو ركن المتواضعين، وهو نور الله الذي لا يطفأ أثر سلطانه على كتفه.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: قد راجعت عدة نسخ من «خير البشر » لابن ظفر فلم أره قد ضبط مشقح بالفاء «إنما فيها نقطتان فوق الحرف » . وذلك مما يؤيد ضبط الشمني رحمه الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                              «المشهود » :

                                                                                                                                                                                                                              «د » اسم مفعول وهو الذي تشهد أوامره ونواهيه وتحضر.

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى: وشاهد ومشهود حكى القرطبي أن الشاهد: الأنبياء، والمشهود:

                                                                                                                                                                                                                              النبي صلى الله عليه وسلم قال: وبيانه: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين إلى قوله: وأنا معكم من الشاهدين .

                                                                                                                                                                                                                              «المشيح » :

                                                                                                                                                                                                                              بضم الميم وكسر الشين المعجمة وسكون المثناة التحتية آخره مهملة. أي مشيح الصدر أي باديه من غير تقعس ولا تطامن، بل بطنه وصدره سواء. قال القاضي: ولعله بفتح الميم بمعنى عريض الصدر، كما وقع في الرواية الأخرى.

                                                                                                                                                                                                                              «المشير » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من أشار عليه إذا نصحه وبين له الصواب. وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه الناصح المخلص في نصحه. [ ص: 515 ]

                                                                                                                                                                                                                              «المصافح » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » اسم فاعل من المصافحة وهي الأخذ باليد. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: وهي عند التلاقي سنة مجمع عليها ويستحب معها البشاشة بالوجه والدعاء بالمغفرة ولهذا مزيد بيان في باب مصافحته صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «المصارع » :

                                                                                                                                                                                                                              «خا » «عا » الذي يصرع الناس لقوته من الصرع وهو الطرح. روى البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صارع أبا الأشد الجمحي واسمه كلدة فصرعه. وبلغ من شدة أبي الأشد أنه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرة من تحت قدميه فيتمزق الجلد من تحته ولا يتزحزح. ولهذا مزيد بيان في باب شجاعته صلى الله عليه وسلم وقوته.

                                                                                                                                                                                                                              «المصباح » :

                                                                                                                                                                                                                              السراج، وأحد أعلام الكواكب، وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه أضاءت به الآفاق.

                                                                                                                                                                                                                              «مصحح الحسنات » :

                                                                                                                                                                                                                              لأن شرط صحتها الإيمان به صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «المصدق » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بكسر الدال. اسم فاعل من صدق مضاعفا إذا أذعن وانقاد لما أمر به، وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه صدق جبريل فيما أخبر به عن الله تعالى من الوحي. قال تعالى:

                                                                                                                                                                                                                              والذي جاء بالصدق وصدق به قيل هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه جاء بالصدق وآمن به، ولما كان المراد هو وأمته ساغ الإتيان بضمير الجمع وإشارته في الآية فقال تعالى: أولئك هم المتقون وقيل: الذي صفة لمحذوف بمعنى الجمع تقديره والفريق أو الفوج الذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون أو لأنه صدق ما بين يديه من الكتاب كما قال تعالى: ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم .

                                                                                                                                                                                                                              «المصدق » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتح الدال مبنيا للمفعول لأن أمته صدقته فيما أخبرهم به فهو بمعنى ما قرئ به في الآية وصدق بضم الصاد.

                                                                                                                                                                                                                              «المصدوق » :

                                                                                                                                                                                                                              تقدم في الصادق.

                                                                                                                                                                                                                              «المصطفى » :

                                                                                                                                                                                                                              هو من أشهر أسمائه صلى الله عليه وسلم
                                                                                                                                                                                                                              وأصله «مصتفو » لأنه مأخوذ من الصفوة وهو الخلوص، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا وأبدلت تاء الافتعال منه طاء لوقوعها بعد الصاد التي هي أحد حروف الإطباق، وتقدم في باب «فضل العرب » وفي باب طهارة أصله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة فيها أن الله اصطفاه على خلقه.

                                                                                                                                                                                                                              «المصلح » :

                                                                                                                                                                                                                              اسم فاعل من أصلح إذا أزال الإفساد وأوضح سبيل الرشاد، وتقدم وروده في حرف التاء.

                                                                                                                                                                                                                              وهو صلى الله عليه وسلم مصلح للدين بإزالة الشرك والطغيان، مصلح للخلق بالهداية.

                                                                                                                                                                                                                              «المصلى » :

                                                                                                                                                                                                                              بفتحها مبني للمفعول أي المصلى عليه . [ ص: 516 ]

                                                                                                                                                                                                                              «المصون » :

                                                                                                                                                                                                                              الصين. وتقدم.

                                                                                                                                                                                                                              «المضخم » :

                                                                                                                                                                                                                              بمعجمتين بوزن منبر: السيد الشريف العظيم المنيف.

                                                                                                                                                                                                                              «المضري » :

                                                                                                                                                                                                                              «عا » بضاد معجمة نسبة إلى مضر أحد أجداده، وتقدم الكلام عليه في أبواب نسبه صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية