تنبيهات
الأول : لا يعارض هذا بما رواه عن ابن أبي شيبة الحسن قال : فإن مراسيل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر لا يطلون الحسن تكلم فيها ، وكذا ما رواه عن البيهقي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم تنور ، ورواه في مراسيل عنه أبو داود ، وكلاهما منقطع ، وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتنور ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان من طريق البيهقي مسلم الملائي عن قال : أنس ، فإذا كثر شعره حلقه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتنور قال والكلام فيه كالكلام في [ ص: 353 ] الخضاب يعني استعمل هذا مرة ، وهذا مرات ، واستعمل الحلق في أكثر أوقاته ، قال ابن الجوزي : البيهقي
أولا : مسلم الملائي ضعيف .
وثانيا : معارض بالأحاديث السابقة وهي أقوى منه سندا وأكثر عددا .
وثالثا : أن تلك مثبتة هنا قال : والقاعدة الأصولية عند التعارض تقديم المثبت على النافي .
ورابعا : أن التي روت الإثبات باشرت الواقعة .
وخامسا : وهي من أمهات المؤمنين ، وهي أجدر بهذه القضية ، فإنها مما تفعل في الخلوة غالبا لا بين أظهر الناس ، وكل هذا من وجوه الترجيحات فهذه خمسة أجوبة .
وسادسا : وهو أنه على حسب كان يتنور ، وتارة كان يحلق ولا ينور . قتادة
الثاني : روى في مساوئ الأخلاق عن الخرائطي رضي الله تعالى عنهما قال : أيها الناس اتقوا الله ، ولا تكذبوا فوالله ما اطلى نبي قط ، قال ابن عباس وصاحب القاموس وغيرهما من أئمة اللغة : إنه لما مال إلى هواه وأصله من ميل الطلى ، وهي الأعناق ، واحدهما طلاة يقال أطلى الرجل إطلاء إذا مالت عنقه إلى أحد الشقين انتهى . ابن الأثير
وهذا الاختلاف فيه بين أئمة اللغة والغريب ، وفي هذا النوع أحاديث وآثار أعرضنا عنها لأجل الاختصار .
الثالث : قال الشيخ في فتاويه ، روى في تاريخه ، البخاري في الكامل ، وابن عدي في الكبير ، والأوسط عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أبي موسى الأشعري ، أول من صنعت له النورة ، ودخل الحمام سليمان بن داود عليه الصلاة والسلام » .
وروى عن ابن أبي حاتم رضي الله تعالى عنهما في قصة ابن عباس بلقيس : قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها فإذا هي شعراء فقال سليمان ما يذهبه المواسي ، قال أثر المواسي قبيح ، فجعلت الشياطين النورة ، فهو أول من جعلت له النورة .
وروى سعد بن منصور عن وابن أبي شيبة عبد الله بن شداد وله طرق عن وغيره . مجاهد
وروى عن ابن أبي حاتم في القصة أن الشياطين صنعوا له نورة من أصداف فطلوها فذهب الشعر . السدي