الباب السادس والأربعون في بعمرو بن الحمق رضي الله عنه فكان كما أخبر إخباره صلى الله عليه وسلم بأشياء تتعلق
روى الطبراني عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، فقالوا : يا رسول الله ، إنك تبعثنا ، ولا لنا زاد ولا طعام ، ولا علم لنا بالطريق ، فقال : «إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ، ويدلكم على الطريق ، وهو من أهل الجنة» ، فلم يزل القوم علي جعل يشير بعضهم إلى بعض ، وينظرون إلي فقلت : [ ص: 113 ] يشير بعضكم إلى بعض وينظرون إلي ؟ فقلت : ما لكم يشير بعضكم إلى بعض وتنظرون إلي فقالوا : أبشر ببشرى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنا نعرف فيك نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبروني بما قال لهم ، فأطعمتهم وسقيتهم وزودتهم وخرجت معهم حتى دللتهم على الطريق ، ثم رجعت إلى أهلي وأوصيتهم بإبلي ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ما الذي تدعو إليه ؟ قال :
«أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان» فقلت : إذا أجبناك إلى هذا فنحن آمنون على أهلنا ودمائنا وأموالنا ؟ قال : «نعم» ، فأسلمت ثم رجعت إلى أهلي ، فأعلمتهم بإسلامي ، فأسلم على يدي بشر كثير منهم ، ثم هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا عنده ذات يوم فقال : «يا عمرو ، هل لك أن أريك آية الجنة ، تأكل الطعام ، وتشرب الشراب وتمشي في الأسواق ؟ » قلت : بلى ، بأبي أنت وأمي ، قال : «هذا وقومه ، وأشار إلى رضي الله عنه» وقال لي : «يا علي بن أبي طالب عمرو ، هل لك أن أريك آية النار تأكل الطعام ، وتشرب الشراب ، وتمشي في الأسواق ؟ » قلت : بلى ، بأبي أنت وأمي ، قال : «هذا» ، وأشار إلى رجل ،
فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ففررت من آية النار إلى آية الجنة ، ويرىبني أمية قاتلي بعد هذا ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : والله ، لو كنت حجرا في جوف حجر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني ، حدثني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رأسي أول رأس تجز ويحتز في الإسلام وينقل من بلد إلى بلد . عن