الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب التاسع والثلاثون في إخباره صلى الله عليه وسلم بعمر جماعة وبانخرام القرن

                                                                                                                                                                                                                              روى الحسن بن سفيان وابن شاهين وابن نافع ، والطبراني في الكبير ، والحاكم وابن عساكر عن سفيان بن وهب الخولاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا تأتي المائة ، وعلى ظهرها أحد باق» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم وابن حبان عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تأتي مائة سنة وعلى وجه الأرض نفس منفوسة اليوم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ليلة في آخر حياته ، فلما قام فقال : «أرأيتكم ليلتكم هذه ؟ قال : فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى اليوم ممن هو على ظهر الأرض أحد يريد بذلك انخرام القرن» . [ ص: 109 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بشهر : «تسألون عن الساعة وإنما علمها عند الله ، فأقسم بالله ما على ظهر الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال : لم يبق أحد ممن لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري ، وقد مات أبو الطفيل على رأس المائة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم والبيهقي وأبو نعيم من طريق محمد بن زياد الألهاني عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأسه وقال : «يعيش هذا الغلام قرنا» فعاش مائة سنة ، وكان في وجهه ثؤلول ، فقال : «لا يموت حتى يذهب الثؤلول من وجهه» ، فلم يمت حتى ذهب .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد والبغوي وأبو نعيم في الصحابة ، والبيهقي عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة ليراه فأدركه أبوه فقال : يا رسول الله يدي ورجلي ، فقال : «ارجع معه ، فإنه يوشك أن يهلك» ، فهلك في تلك السنة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم وابن عساكر عن ابن أبي مليكة أن حبيب بن مسلمة رضي الله عنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة غازيا وإن أباه أدركه بالمدينة ، فقال مسلمة : يا رسول الله ، إنه ليس لي ولد غيره ، فيقوم في مالي ، وضيعتي ، وعلى أهل بيتي ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم رده معه ، وقال : «لعلك أن يخلو لك وجهك في عامك ، فارجع يا حبيب مع أبيك فرجع فمات مسلمة في ذلك العام ، وغزا حبيب فيه» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية