الباب الثامن والعشرون في الروم وتواترها وأن الساعة لا تقوم حتى تكون الروم ذات قرون وتداعي الأمم على أمر الإسلام إخباره صلى الله عليه وسلم بملاحم
روى الطيالسي عن رضي الله عنه قال : ثوبان يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قيل : من قلة ؟ قال : لا ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، يجعل الوهن في قلوبكم ، وينزع الرعب من قلوب عدوكم بحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت .
وروى الشيرازي في «الألقاب» عن رضي الله عنهما ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ص: 163 ]
«لا تفرحوا بجلب بني حام الملعونين على لسان نوح عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده ، لكأني بهم كالشياطين قد داروا بين رايات الفتن ، لهم همهمة وزمزمة ، تهب السماء من أعمالهم ، وتعج الأرض من أفعالهم ، لا يروعون عن حرمة ذمتي ولا ملتي ، ألا ، فمن أدرك ذلك الزمان ، فليبك على الإسلام إن كان باكيا» .
وروى عن مسلم رضي الله عنه قال : أبي هريرة الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله ، لا نخلي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم فينهزم ثلث ، لا يتوب الله عليهم أبدا ، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا ، فيفتحون قسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهاليكم ، فيخرجون ، وذلك باطل ، فإذا جاءوا الشام خرج ، فبينما هم يعدون للقتال ، يسوون الصفوف ، إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته» . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى ينزل