الباب الثاني والثلاثون في بعض ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الشدائد والفتن
روى الحارث عن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن مسعود «يأتي على الناس زمان تحل فيه الغربة ، ولا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق ، أو من جحر إلى جحر ، كالطائر يغير فراخه ، وكالثعلب بأشباله ، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ، ويعتزل الناس إلا من خير ، ولمائة شاة عفراء بسلع أحب إلي من ملك بني النضير ، ذلك إذا كان كذا وكذا» .
وقوله : «ولمائة شاة» إلى آخره؛ الظاهر أنه مدرج . وروى الطيالسي برجال ثقات عن أن رجلين اختصما إلى يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه في شبر من الأرض فقال أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبو الدرداء . «إذا كنت في أرض ، فسمعت رجلان يختصمان في شبر من الأرض فاخرج منها»
فخرج فأتى أبو الدرداء الشام .
وروى عن ابن أبي شيبة رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس . «أيتكن [ ص: 165 ] صاحبة الجمل الأدبب ؟ يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعد ما كادت»
وروى في الفتن بسند جيد رجاله ثقات وفيه انقطاع عن نعيم بن حماد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة الأولى تسفك فيها الدماء ، والثانية تستحل فيها الدماء والأموال ، والثالثة تستحل فيها الدماء والأموال والفروج ، والرابعة صماء عمياء مطبقة تمور مور الموج في البحر ، حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ ، تطيف بالشام ، وتغشى العراق ، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها ، تعدل الأمة فيها بالبلاء عدل الأديم ، ثم لا يستطيع أحد من الناس أن يقول فيها : مه مه ، لا يدفعونها من ناحية إلا انفقعت من ناحية أخرى» «أربع فتن تكون بعدي : .
وروى عن الخطيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ «أصابتكم فتنة الضراء فصبرتم ، وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء من قبل النساء إذا تسورن الذهب ، ولبسن ريط الشام ، وعصب اليمن ، وأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد» .
وروى أبو يعلى عن وابن حبان عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال : بلغت أنس بعض مياه بني عامر ليلا فنبحت الكلاب عليها ، فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : الحوأب ، فوقفت وقالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ذات يوم : عائشة «كيف بإحداكن ينبح عليها كلاب الحوأب ؟ »
فقال رضي الله عنه : لا ترجعين عسى أن يصلح الله بك بين الناس . الزبير