الباب الثالث والأربعون في إخباره صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع في هذه الأمة مسخ وخسف وقذف وإرسال صواعق وشياطين وغير ذلك مما ذكر . وفيه أنواع :
الأول : في المسخ .
روى عن مسدد قال لي عطاء رضي الله عنه : يا عبادة بن الصامت كيف تصنعون إذا فرت منكم علماؤكم وقراؤكم وكانوا في رؤوس الجبال مع الوحوش ؟ قلت : ولم ذاك أصلحك الله ؟ قال : خشيت أن تقتلوهم وكتاب الله بين أظهرنا ، قال : ثكلتك أمك يا عطاء ، أو لم يؤت التوراة اليهود فتركوها ، وضلوا عنها ؟ ! أو لم يؤت النصارى الإنجيل ؟ . . . ] الحديث . عطاء ،
وروى عن مسدد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة ، ورواه «يمسخ قوم من أمتي آخر الزمان قردة وخنازير» ، قالوا : يا رسول الله ، أمسلمون هم ؟ قال : «نعم ، يشهدون أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، ويصومون ويصلون» ، قالوا : فما بالهم يا رسول الله ؟ قال : «اتخذوا المعازف والقينات والدفوف ، وشربوا الأشربة ، فباتوا على شرابهم ولهوهم ، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير» بلفظ : ابن حبان لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف .
وروى والإمام ابن أبي شيبة أحمد برجال ثقات عن وأبو يعلى صحار بن صخر العبري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . «لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل ، فيقال : من بقي من بني فلان ؟ فعرفت حين قال قبائل أنها العرب؛ لأن العجم تنسب إلى قراها»
وروى الإمام عن أحمد فرقد السبخي رحمه الله تعالى قال : حدثني حبيب أبو حبيب الشامي عن أبي عطاء عن وحدثني عبادة بن الصامت ، عن شهر بن حوشب عبد الرحمن بن غنم ، وحدثني عاصم بن عمر البجلي ، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدثني أبي أمامة [ ص: 194 ] سعيد بن المسيب .
أو حدثت عنه عن رضي الله عنهما قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس . «والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو ، فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم الحرام واتخاذهم القينات ، وشربهم الخمر ، وبأكلهم الربا ، ولبسهم الحرير»
الثاني في الخسف :
روى برجال ثقات عن الحميدي بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : . «إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا فقد أظلت الساعة»
وروى عن الحاكم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق ، وعامة من تبعه من كلب ، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، ويقتل الصبيان ، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة ، فيبلغ السفياني ، فيبعث إليه جندا من جنده ، فيهزمهم بنفسه ، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صاروا ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم» .
وروى في الفتن عن نعيم بن حماد مرسلا ، والإمام قتادة أحمد عن والنسائي حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشام ، فإذا كانوا ببيداء الأرض خسف بأولهم وآخرهم ، وفي لفظ «يبعث الله إلى مكة جندا من الطبراني : أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فيرجع من كان أمامهم ، لينظر ما فعل القوم ، فيصيبهم ما أصابهم» ، قيل : فكيف بمن كان مستكرها ؟ قال : «يصيبهم كلهم ذلك ، ثم يبعث الله كل امرئ منهم على نيته» ، وفي لفظ : يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من . «يبعث جند إلى هذا الحرم ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم ، وما ينجو أوسطهم» ، قيل : أرأيت إن كان فيهم مؤمنون ؟ قال : «يكون لهم فتوراء»
وروى أبو داود والطيالسي وعبد الله بن الإمام أحمد وسمويه في مساوئ الأخلاق والخرائطي وابن ماجه والحاكم في الشعب عن والبيهقي أبي أمامة في الكبير عن والطبراني مرسلا سعيد بن المسيب عن وعبد الله بن الإمام أحمد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عبادة بن الصامت «يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب ، فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير ، وليصيبنهم خسف ومسخ وقذف ، حتى يصبح الناس فيقولون قد خسف الليلة ببني فلان ، وخسف الليلة بدار فلان خواص ، وليرسلن عليهم حاصبا من السماء كما أرسلت على قوم لوط ، وعلى قبائل فيها وعلى دور فيها ، وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها ، وعلى دور فيها ، بشربهم الخمر ولبسهم الحرير ، واتخاذهم القينات ، وأكلهم الربا ، وقطيعتهم الرحم»
وروى ابن أبي شيبة في الكبير والطبراني عن والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أم سلمة العراق ، وأبدال الشام ، فيأتيهم جيش من الشام ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب ، فيهزمهم الله ، فكان يقال : الخائب من خاب من غنيمة كلب» . «يبايع الرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر [ ص: 195 ] فيأتيه عصب
وروى الحاكم عن والنسائي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . «لا تنتهي البعوث عن غزو بيت الله حتى يخسف بجيش منهم»
وروى عن ابن ماجه صفية رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . «لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزوه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم» ، قلت : يا رسول الله ، أرأيت المكره ؟ قال : «يبعثهم الله على ما في أنفسهم»
وروى عن نعيم بن حماد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ «لا تقوم الساعة حتى يخسف برجل كثير المال والولد» .
وروى الإمام أحمد والبغوي وابن قانع في الكبير والطبراني والحاكم عن والضياء عبد الرحمن بن صحار بن صخر العبدي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . «لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل ، حتى يقال من بقي من بني فلان»
وروى عن ابن النجار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر . «لا بد من مسخ وخسف ورجف» ، قالوا : يا رسول الله ، في هذه الأمة ؟ قال : «نعم ، إذا اتخذوا القيان ، واستحلوا الزنا ، وأكلوا الربا ، واستحلوا الصيد في الحرم ، ولبس الحرير ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء»
وروى في روائد الزهد عن عبد الله بن الإمام أحمد وعن عبادة بن الصامت ، عبد الرحمن بن غنم وعن وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس . «والذي نفسي بيده ، ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو ، فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم الحرام واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير»
وروى في الفتن عن نعيم بن حماد مالك الكندي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليكونن من هذه الأمة قوم قردة وقوم خنازير ، وليصبحن ، فيقال : خسف بدار بني فلان ، ودار بني فلان ، وبينما الرجلان يمشيان يخسف بأحدهما لشرب الخمور ولبس الحرير ، والضرب بالمعازف الزمارة» .
وروى في ذم الملاهي عن ابن أبي الدنيا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس «ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ ، وذلك إذا شربوا الخمور ، واتخذوا القينات ، وضربوا بالمعازف» . [ ص: 196 ]
وروى البخاري وأبو داود وابن حبان والنسائي في الكبير والطبراني عن والبيهقي أبي عامر أو أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . «ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرام والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام على جنب علم تروح عليهم سارحتهم فيأتيهم آت لحاجته ، فيقولون له : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله ويقع العلم عليهم ، ويمسخ منهم آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة»
وروى وقال : غريب عن الترمذي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . «إذا اتخذ الفيء دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه ، وأدنى صديقه وأقصى أباه ، وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وظهرت القينات والمعازف وشرب الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء ، وزلزلة ، وخسفا ومسخا وقذفا ، وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه ، فتتابع»
وروى الديلمي عن رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس «إذا استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال ، فبشرهم بريح حمراء تخرج من قبل المشرق فيمسخ بعضهم ، ويخسف ببعض؛ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون» .
الثالث في كثرة الصواعق :
روى والإمام ابن أبي شيبة أحمد والحارث عن رضي الله عنه قال : أبي سعيد حتى يأتي الرجل ، فيقول : من صعق تلكم الغداة ؟ فيقولون : فلان وفلان» تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة .
الرابع في أحاديث تجمع الأنواع الثلاثة :
روى عبد بن حميد عن وابن ماجه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سهل بن سعد
قال : «إذا ظهرت القينات والمعازف ، واستحلت الخمور» . «يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف» قيل : فمتى ذلك يا رسول الله ؟
وروى عن أبو يعلى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس . «سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ ورجف وقذف»
الخامس في الممسوخ لا نسل له :
روى عن أبو يعلى رضي الله عنها قالت : أم سلمة . [ ص: 197 ] سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن من مسخ ، أيكون له نسل ؟ قال : «ما مسخ أحد قط فكان له نسل ولا عقب»
وروى عن أبو يعلى رضي الله عنه قال : ابن مسعود . سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير هل هي من نسل اليهود ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لم يلعن قوما فمسخهم ، فكان لهم نسل ، حتى يهلكهم ، ولكن هذا خلق كان ، فلما غضب الله تعالى على اليهود مسخهم فكانوا مثلهم»