الباب الثالث فيما رآه ابن زميل الجهني رضي الله تعالى عنه
روى الطبراني عن والبيهقي ابن زميل الجهني رضي الله عنه قال : مضيت أنا وأصحابي لم نتعلق بها ، ثم جاءت الرعلة الثانية بعد وهم أكثر منا ، فمنهم المرتع ، ومنهم الآخذ الضغث ونجوا على ذلك ، ثم جاء عظم الناس فمالوا في المرج يمينا وشمالا ، وأما أنت فمضيت على طريق صالحة ، فلن تزال عليها حتى تلقاني ، وأما المنبر الذي رأيت سبع [ ص: 233 ] درجات وأنا في أعلاها درجة ، فالدنيا سبعة آلاف سنة ، وأنا من آخرها ألفا ، وأما الرجل الذي رأيت عن يميني فذلك المرج الذي رأيت فالدنيا وغضارة عيشها ، موسى إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه ، والذي رأيت عن يساري ، فذلك عيسى نكرمه لإكرام الله إياه ، وأما الشيخ فذاك أبونا إبراهيم كلنا نؤمه ونقتدي به ، وأما الناقة فهي ولا أمة بعد أمتي» الساعة علينا تقوم ، فلا نبي بعدي ، . رأيت رؤيا فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لاحب ، والناس على الجادة منطلقون ، فبينما هم كذلك ، إذ أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيناي مثله ، يرف رفيفا ، ويقطر نداه فيه من أنواع الكلاء ، فكأني بالرعلة الأولى ، حين أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق ، فلم يظلموه يمينا ولا شمالا ، فكأني أنظر إليهم منطلقين ، ثم جاءت الرعلة الثانية وهم أكثر منهم أضعافا ، فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق ، فمنهم المرتع ، ومنهم الآخذ الضغث ، ومضوا على ذلك ، ثم قدم عظم الناس ، فلما قدموا على المرج كبروا ، وقالوا : هذا خير المنزل ، فكأني أنظر إليهم يميلون يمينا وشمالا ، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج ، فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات ، وأنت في أعلاها درجة ، فإذا عن يمينك رجل آدم شثن أقنى ، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولا ، وإذا عن يسارك رجل سمار ربعة أحمر كثير خيلان الوجه ، كأنما حمم شعره بالماء ، إذا هو تكلم أصغيتم له إكراما له ، وإذا أمامكم شيخ أشبه الناس بك خلقا ووجها كلهم يؤمونه يريدونه ، وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف ، وإذا أنت يا رسول الله كأنك تبعثها ، فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سري عنه ، فقال : «أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب ، فذلك ما حملتكم عليه من الهدى ، فأنتم عليه ، وأما