عن عمر بن أسيد بن جارية الثقفي ، حليف بني زهرة ، وكان من أصحاب أن أبي هريرة قال : أبا هريرة عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري ، جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه ، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهمدة ، بين عسفان ومكة ، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان ، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام ، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه ، قالوا : نوى تمر يثرب ، فاتبعوا آثارهم ، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى قردد ، فأحاط بهم القوم فقالوا : انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا ، فقال عاصم بن ثابت أمير القوم : أما أنا فو الله لا أنزل في ذمة كافر ، اللهم أخبر عنا نبيك ، فرموهم بالنبل ، فقتلوا عاصما في سبعة ، ونزل إليهم نفر على العهد والميثاق ، فيهم : خبيب الأنصاري ، وزيد بن الدثنة ، ورجل آخر ، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها ، فقال الرجل الثالث : هذا أول الغدر ، والله لا أصحبكم ، إن لي بهؤلاء لأسوة ، يريد القتلى ، فجرروه وعالجوه ، فأبى أن يصحبهم فقتلوه ، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر ، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف : وكان خبيبا ، خبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر ، فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله ، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد به . [ ص: 247 ]
للقتل ، فأعارته إياها ، فدرج بني لها ، قالت : وأنا غافلة ، حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ، قالت : ففزعت فزعة عرفها خبيب ، فقال : أتحسبين أني أقتله ؟ ما كنت لأفعل ذلك ، فقالت : والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب ، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده ، وإنه لموثق في الحديد ، وما بمكة من تمرة ، وكانت تقول : إنه لرزق رزقه الله فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل ، قال لهم خبيبا ، خبيب : دعوني أركع ركعتين ، فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال : والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع من الموت لزدت ، اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تبق منهم أحدا :
فلست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع