الباب الحادي عشر في موازاته صلى الله عليه وسلم ما أوتيه موسى عليه الصلاة والسلام
أوتي نبع الماء من الحجر ، وقد وقع ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم وزاد بنبعه من بين الأصابع الشريفة ، قال وهو أعجب ، فإن نبعه من الحجر متعارف معهود ، وأما بين اللحم والدم فلم يعهد ، وأوتي تظليل الغمام ، وتقدم ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث ، وأوتي العصا ، قال أبو نعيم : ونظيرها لنبينا صلى الله عليه وسلم أبو نعيم ونظيرها في قلبها ثعبانا في قصة الفحل الذي رآه حنين الجذع أبو جهل ، قال الشيخ رحمه الله تعالى : وأوتي اليد ونظيرها النور الذي جعله آية للطفيل ، فصار في وجهه ، ثم خاف أن يكون مثله ، فتحول إلى سوطه كما تقدم ، وأوتي انفلاق البحر ، وقد تقدم نظيره في الإسراء أن البحر الذي بين السماء والأرض انفلق له وجاوزه ، وأوتي المن والسلوى ، ودعا موسى على قومه بالطوفان والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم . قال ونظيره دعاؤه صلى الله عليه وسلم على قومه بالسنين ، وقال أبو نعيم : موسى : وعجلت إليك رب لترضى [طه 84] وقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم : ولسوف يعطيك ربك فترضى [الضحى 5] فلنولينك قبلة ترضاها [البقرة 144] وقال الله تعالى لموسى : وألقيت عليك محبة مني [طه 39] وقال في حق محمد صلى الله عليه وسلم : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [آل عمران 31] وأوتي كما رواه آية من كنز العرش هشام بن عمار عن عمرو بن حسان وأوتي النبي صلى الله عليه وسلم عدة آيات كما ستأتي مبينة في الخصائص ، وقال ابن عقيل : وأعظم من ذلك قوله لموسى : واصطنعتك لنفسي [طه 41] وقوله لنبينا صلى الله عليه وسلم : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله [الفتح 10] . [ ص: 270 ]