الحادية والعشرون : قيل وبوجوب قول : لبيك ، إن العيش عيش الآخرة إذا رأى ما يعجبه . واستدل له بما رواه عن الشافعي قال : مجاهد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يظهر من التلبية ، حتى إذا كان ذات يوم رأى الناس ينصرفون عنه كأنه أعجبه ما هو فيه ، فزاد فيها : لبيك ، إن العيش عيش الآخرة .
وروى عن الحاكم عكرمة عن نحوه . ابن عباس
ولما رواه في قصة الخندق قوله -صلى الله عليه وسلم- : البخاري "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة" .
وليس [ ص: 401 ]
في هذا الذي ذكر ما يدل على الوجوب ، فإن القائل بالوجوب يحتاج إلى التزام صدور ذلك من النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل حالة رأى فيها ما يعجبه ، ولم ينقل ذلك ، وقد تحقق له -صلى الله عليه وسلم- أحوال رأى فيها ما يعجبه ويسره مثل يوم بدر ، ويوم فتح مكة وغيرهما . ولم ينقل ذلك ، ولو كان واجبا عليه لقاله .
فإن قيل : يحتمل أنه قاله ، ولم ينقل ، أو قاله سرا .
فالجواب : أن غالب أحواله وأفعاله -صلى الله عليه وسلم- متضمنة للسرور ، ولا يخفى مثل ذلك على أصحابه وملازميه .