التنبيه الثاني والخمسون :
في قال الكلام على البيت المعمور : معنى المعمور الكثير الغاشية ويسمى الضراح - بضم الضاد المعجمة- ويقال المهملة . قال أبو عبيدة : في ربيع الأبرار وهو غلط صراح ، وبالضراح تسميه الملائكة ، وسمي به لأنه ضرح عن الأرض أي بعد قال الزمخشري «البيت المعمور وهو الضريح» يعني بالمعجمة وهو في اللغة : مجاهد :
البعيد ، وأكثر الروايات على أنه في السماء السابعة .
وروى ابن جرير وابن المنذر وصححه عن والحاكم رضي الله عنه أنس . ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : «البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة» وابن الطبراني مردويه عن رضي الله عنهما مرفوعا أيضا . ابن عباس
وروى عن إسحاق بن راهويه رضي الله عنه أنه سئل عن البيت المعمور ، قال : «بيت الله في السماء السابعة بحيال البيت ، وحرمته كحرمة هذا في الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه» . علي
وفي حديث عند أبي هريرة ابن مردويه والعقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وابن أبي حاتم «وفي السماء السابعة بيت يقال له البيت المعمور وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان ، يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة فيخرج عنه سبعون ألف قطرة ، يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا ، ويولى عليه أحدهم ثم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة» .
وإسناده ضعيف . والصحيح أنه ليس بموضوع كما [ ص: 135 ] بينته في : «الفوائد المجموعة في بيان الأحاديث الموضوعة» .
وروى من طريق أبو الشيخ الليث قال : حدثني قال : «بلغني أن خالد بن سعيد إسرافيل مؤذن أهل السماء يسمع تأذينه من في السماوات السبع ومن في الأرض ، إلا الجن والإنس ، ثم يتقدم عظيم الملائكة فيصلي بهم» ، قال : «وبلغنا أن ميكائيل يؤم الملائكة بالبيت المعمور» واستدل بهذه الأحاديث على أن ، لأنه لا يعرف من جميع العوالم من يتجدد من جنسه في كل يوم سبعون ألفا غير ما ثبت في هذه الأحاديث . الملائكة أكثر المخلوقات