الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه الثالث والخمسون :

                                                                                                                                                                                                                              قوله : «فرفع إلى البيت المعمور»

                                                                                                                                                                                                                              معناه
                                                                                                                                                                                                                              أنه أري له . وقد يحتمل أن يكون المراد الرفع والرؤية معا ، لأنه قد يكون بينه وبين البيت عوالم حتى لا يقدر على إدراكه ، فرفع إليه وأمد في بصره وبصيرته حتى رآه ، ويحتمل أن تكون تلك العوالم التي كانت بينه وبين البيت المعمور أزيلت حتى أدركه بصره . وقد يحتمل أن يكون العالم بقي على حاله والبيت على حاله ، وأمد في بصره وبصيرته حتى أدركه وعاينه ، والقدرة صالحة للكل ، يشهد لذلك

                                                                                                                                                                                                                              قوله صلى الله عليه وسلم : «رفع إلي بيت المقدس على ما سيأتي فيه» ،

                                                                                                                                                                                                                              والتأويل فيه كالتأويل في البيت المعمور .

                                                                                                                                                                                                                              وأكثر الروايات : «رفعت إلى سدرة المنتهى» ، بضم الراء وسكون العين وضم التاء من «رفعت» ، وبعده حرف الجر . ولبعضهم «ورفعت» بفتح العين وسكون التاء ، أي «السدرة لي» باللام أي من أجلي ، ويجمع بين الروايتين بأن المراد أنه رفع إليها أي ارتقي بها فظهرت له والرفع إلى الشيء يطلق على التقريب منه .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية