التنبيه الحادي والثمانون :
قال : «قد علم أن ابن دحية وظاهر الأخبار أن اللوح المحفوظ فرغ من كتابته وجف القلم بما فيه قبل خلق السماوات والأرض ، وإنما هذه الكتابة المحدودة في صحف الملائكة كالفروع المنتسخة من الأصل ، وفيها المحو والإثبات على ما ورد في الأثر . الأقلام إنما تكتب الأقدار ، والقدر المكتوب قديم ، وإنما الكتابة حادثة . الذي انتسخ منه اللوح هو علم الغيب القديم في أزل القدم وهو الذي لا محو فيه ولا إثبات حيث لا لوح ولا قلم . وأصل اللوح المحفوظ
والحكمة البالغة - والله أعلم- في سماعه لصريف الأقلام حصول الطمأنينة بجفاف القلم بما في القدر حتى يمكن التفويض للقدر لا للسبب ، وحتى يتعاطى السبب تعبدا لا [ ص: 144 ]
تعوذا ، وبذلك يتم التوكل ويسكن الاضطراب عند اختلاف الأسباب . وقال : «وأصل الأقلام الموصوفة هنا ، هي المعبر عنها بالقلم المقسم به في قوله تعالى : القرطبي ن والقلم وما يسطرون [القلم : 1] ويكون القلم هذا للجنس» .