تنبيهات
الأول :
قوله صلى الله عليه وسلم : . "لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه"
قال القاضي : اختلفوا فيه فقيل : هو مختص بمدة حياته صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون : هو عام أبدا ، وهذا أصح . وقال المحب الطبري : أنه الأظهر
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : . "سيأتي على الناس زمان يفتح فيه فتحات الأرض فيخرج الناس إلى الأرياف يلتمسون الرخاء"
. إلى آخر ما تقدم .
الثاني :
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث : في النار" "ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله إلى آخر الحديث ، قال قوله : القاضي عياض : يدفع إشكال الأحاديث التي [ ص: 314 ] لم تذكر فيها هذه الزيادة ، ويبين أن هذا حكمه في الآخرة . وقال : قد يكون المراد به أن من أرادها في حياته صلى الله عليه وسلم ، كفي المسلمون شره واضمحل كيده كما يضمحل الرصاص في النار ، قال : "ويحتمل أن يكون المراد : من كادها اغتيالا وطلبا لغرتها فلا يتم له أمر بخلاف من أتى ذلك جهارا" . قال : "وقد يكون في اللفظ تقديم وتأخير ، أي أذابه الله كذوب الرصاص في النار ، ويكون ذلك لمن أرادها في الدنيا ، فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطانا ، بل يهلكه عن قرب ، كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أمية مثل "في النار" مسلم بن عقبة ، فأهلك في منصرفه عنها ، ثم هلك الذي أرسله على إثر ذلك وغيرهما ممن صنع صنيعهما . يزيد بن معاوية