[ ص: 103 ] ثم دخلت سنة خمس وعشرين وثلاثمائة 
في المحرم منها خرج الخليفة الراضي  وأمير الأمراء محمد بن رائق  من بغداد  قاصدين واسطا     ; لقتال أبي عبد الله البريدي  نائب الأهواز  ، الذي قد تجبر بها ، ومنع الخراج ، فلما سار ابن رائق  إلى واسط  خرج عليه الحجرية وقاتلوه ، فسلط عليهم بجكم  فطحنهم ، ورجع فلهم إلى بغداد  فتلقاهم لؤلؤ  أمير الشرطة ، فاحتاط على أكثرهم ، ونهبت دورهم ، ولم يبق لهم رأس يرتفع ، وقطعت أرزاقهم من بيت المال بالكلية . 
وبعث الخليفة وابن رائق  إلى أبي عبد الله البريدي  يتهددانه ، فأجاب إلى حمل كل سنة ثلاثمائة ألف وستين ألف دينار ، يقوم بحمل كل شهر على حدته ، وإلى أن يجهز جيشا إلى قتال عضد الدولة بن بويه  ، فلما رجع الخليفة إلى بغداد  لم يحمل شيئا ، ولم يبعث أحدا ، ثم بعث ابن رائق  بجكم  وبدرا الخرشني  لقتال البريدي ،  فجرت بينهم حروب وخطوب ، وأمور يطول ذكرها . ثم لجأ البريدي  إلى عماد الدولة واستجار به ، واستحوذ بجكم  على بلاد الأهواز  ، وجعل إليه ابن رائق  خراجها ، وكان بجكم  هذا شجاعا فاتكا . 
 [ ص: 104 ] وفي ربيع الأول خلع الخليفة على بجكم  ، وعقد له الإمارة ببغداد  ، وولاه نيابة المشرق إلى خراسان    . 
				
						
						
