وممن توفي فيها من الأعيان : 
أبو العباس بن عقدة  الحافظ أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن ، أبو العباس الكوفي  
المعروف  بابن عقدة  ، لقب أبوه بذلك من أجل تعقيده في التصريف والنحو ، وكان عقدة ورعا ناسكا ، وكان أبو العباس بن عقدة  من الحفاظ الكبار ، سمع الحديث الكثير ، ورحل فسمع من خلائق من المشايخ ،   [ ص: 159 ] وسمع منه  الطبراني   والدارقطني  وابن الجعابي   وابن عدي  وابن المظفر  وابن شاهين    . 
قال  والدارقطني    : أجمع أهل الكوفة  أنه لم ير من زمن ابن مسعود  إلى زمان  ابن عقدة  أحفظ منه . 
ويقال : إنه كان يحفظ نحوا من ستمائة ألف حديث ، منها ثلاثمائة ألف في فضائل أهل البيت ، بما فيها من الصحاح والضعاف ، وكانت كتبه ستمائة حمل جمل ، وكان ينسب مع هذا كله إلى التشيع . 
قال  والدارقطني    : كان رجل سوء . 
ونسبه  ابن عدي  إلى أنه كان يسوي النسخ لأشياخ ، ويأمرهم بروايتها . 
وقال الخطيب    : حدثني علي بن محمد بن نصر  ، قال : سمعت حمزة بن يوسف  ، سمعت أبا عمر بن حيويه  يقول : كان  ابن عقدة  يجلس في جامع براثا يملي مثالب الصحابة - أو قال : الشيخين - فتركت حديثه لا أحدث عنه بشيء . 
قلت : وقد حررت الكلام فيه بما فيه كفاية في كتابي " التكميل " ولله الحمد والمنة . وكانت وفاته في ذي القعدة منها . 
 [ ص: 160 ] أحمد بن عامر بن بشر بن حامد أبو حامد المروروذي   
نسبة إلى مروالروذ - والروذ النهر - الفقيه الشافعي تلميذ الشيخ  أبي إسحاق المروزي  ، نسبة إلى مرو الشاهجان  ، وهي أعظم من تلك . شرح " مختصر المزني " وله كتاب " الجامع " في المذهب ، وصنف في أصول الفقه ، وكان إماما لا يشق غباره . توفي في هذه السنة ، رحمه الله تعالى . والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					