[ ص: 478 ] ثم دخلت سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة  
قال  ابن الجوزي    : في ذي الحجة من هذه السنة سقط في بغداد  برد شديد ، بحيث جمد الماء في الحمامات وبول الدواب في الطرقات . 
وفيها جاءت رسل أبي طالب رستم بن فخر الدولة  فبايعه الخليفة ، وأقره على معاملته ببلاد الري  ولقبه مجد الدولة وكهف الأمة ، وبعث إليه بالخلع والولاية ، وكذلك لبدر بن حسنويه  ، ولقبه ناصر الدين والدولة ، وكان كثير الصدقات . 
وفيها هرب عبد الله بن جعفر    - المعروف بابن الوثاب  ، المنتسب إلى جده الطائع - من السجن  بدار الخلافة إلى البطيحة ، فآواه صاحبها مهذب الدولة  ثم أرسل  القادر بالله  فجيء به مضيقا عليه فاعتقله ، ثم هرب من الاعتقال أيضا ، فذهب إلى بلاد كيلان  ، فادعى أنه الطائع لله  فصدقوه   [ ص: 479 ] وبايعوه ، وأدوا إليه العشر ، وغير ذلك من الحقوق ، ثم اتفق مجيء بعضهم إلى بغداد  فسألوا عن الأمر ، فإذا ليس له أصل ولا حقيقة ، فرجعوا عنه ، واضمحل أمره ، وفسد حاله ، فانهزم عنهم . 
وحج بالناس في هذه السنة أمير المصريين  ، والخطبة بالحرمين للحاكم العبيدي  ، قبحه الله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					