[ ص: 492 ] ثم دخلت سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة
فيها الخليفة القادر بالله لولده أبي الفضل بولاية العهد من بعده ، وخطب له ، ولقب بالغالب بالله ، وكان عمره حينئذ ثماني سنين وشهورا ، ولم يتم له ذلك ، وكان سبب هذه العجلة أن رجلا يقال له : بايع عبد الله بن عثمان الواثقي ، ذهب إلى بعض الأطراف من بلاد الترك ، وادعى أن جعله ولي عهده من بعده ، فخطبوا له هنالك ، فلما بلغ القادر بالله القادر أمره بعث يتطلبه ، فهرب منه في الآفاق وتمزق شمله ، ثم أخذه بعض الملوك فسجنه في قلعة إلى أن مات ، فلهذا بادر القادر إلى هذه البيعة .
وفي يوم الخميس الثامن عشر من ذي القعدة ولد الأمير أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله ، وهذا هو الذي صارت إليه الخلافة ، وهو القائم بأمر الله
وفيها قتل الأمير حسام الدولة المقلد بن المسيب العقيلي غيلة ببلاد الأنبار ، وكان قد عظم شأنه بتلك البلاد ، ورام المملكة ، فجاءه القدر المحتوم ، فقتله بعض غلمانه الأتراك ، وقام بالأمر من بعده ولده قرواش ، وحج بالناس المصريون .