[ ص: 587 ] ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة
فيها أبو جعفر أحمد بن محمد السمناني الحسبة والمواريث ببغداد ، وخلع عليه بالسواد . تولى القاضي
وفيها يمين الدولة محمود بن سبكتكين : أنت أكبر ملوك الأرض ، وفي كل سنة تفتح طائفة من بلاد الكفر ، وهذه طريق الحج قد تعطلت من مدة سنين ، وفتحك لها أوجب من غيرها . فتقدم إلى قاضي القضاة بعمله قال جماعة من المسلمين للملك الكبير أبي محمد الناصحي أن يكون أمير الحج في هذه السنة ، وبعث معه بثلاثين ألف دينار للأعراب ، غير ما جهز من الصدقات إلى الحرمين ، فسار الناس صحبته ، فلما كانوا بفيد اعترضهم الأعراب ، فصالحهم القاضي أبو محمد الناصحي بخمسة آلاف دينار فامتنعوا ، وصمم كبيرهم ، وهو جماز بن عدي ، على أخذ الحجيج ، وركب فرسه ، وجال جولة واستنهض من معه من شياطين العرب ، فتقدم إليه غلام من أهل سمرقند فرماه بسهم فوصل إلى قلبه ، فسقط ميتا ، وانهزمت الأعراب ، وسلك الحجيج الطريق ، فحجوا ورجعوا سالمين آمنين ، ولله الحمد .