[ ص: 602 ] ثم دخلت سنة خمس عشرة وأربعمائة  
فيها ألزم الوزير جماعة من الأتراك  والمولدين   والشريف المرتضى  ونظام الحضرة أبا الحسن الزينبي  وقاضي القضاة أبا الحسن بن أبي الشوارب  والشهود ، بالحضور لتجديد البيعة لمشرف الدولة  ، فلما بلغ ذلك الخليفة توهم أن تكون هذه البيعة لنية فاسدة من أجله ، فبعث إلى القاضي والرؤساء ينهاهم عن الحضور ، فاختلفت الكلمة بين الخليفة ومشرف الدولة  ، ثم اصطلحا وتصافيا ، وجددت البيعة لكل منهما من الآخر . 
ولم يحج في هذه السنة من ركب خراسان  أحد ، واتفق أن بعض الأمراء من جهة محمود بن سبكتكين  شهد الموسم في هذه السنة ، فبعث إليه صاحب مصر  بخلع عظيمة ليحملها للملك محمود بن سبكتكين  ، فلما رجع بها إلى أستاذه الملك محمود  أرسل بها إلى بغداد  فحرقت بالنار على باب النوبى للخليفة القادر بالله العباسي  ، رحمه الله تعالى وجزاه خيرا عن قصده وسيرته الحسنة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					